ثقافة وفنون

هَيْئة منْ حال …….. قصيدة للشاعرة/ نهر سلطان

هَيْئة منْ حال ..

رُبَمَا امرأة !
او طيف خيال !!
وطريقٌ طويلٌ تتسّمر في طَرَفِه
كالصّنمِ الضّارِب أُنْثى إعصاره 
موْجَ غضَب ..
والطَّرْفُ مُنفعِلٌ يلْهثُ لعابَهُ شِرَارًا
وهنيهة..
الجِفْنُ الذَّابِل يرْمُقُ خريِفَ الدَّرب
ويسْبِلُ على بابِ القُمقُمِ نَظْرةَ لهب
وحريق الرِّمْش يُطفِئهُ بلّورٌ يتذرّفُ بالدَّمِ 
لتغُورُ أخادِيدٌ حمراءٌ خَرائِطُها إرتسَمتْ
بينَ شِفاهِ الموْتِ والنُّطْق المُحرّم 
وإعترافاتٌ عِهرِيّة تقدّسُها 
طُقُوسُ التَّعَب 
أُنثى .. 
كشفَيِفِ النُّور تتماهى مُنْسَابةٌ
بين رماد وضباب ..
وندى وعْد وغياب ..
فاخْتلَطَتْ بها كقطعة فحْم
انْطفأتْ فيهنّ جَذْوَتها
تتدحرج مُتثاقِلة
تلَطِّخ نقاوة طُهْر بِسَخَم
رماديّة تقشعها سَوْرَة غضَب
كهيِاج بُرْكان فَوْرَتهُ تتجدّد
وأظافر تلوّنت بعشقك الأسود
تسوّر أسْوَارك وتمزّق حُرْمة ستائِرك 
وتأكُلُ بالكُرهِ جُوريّة حَمراويّة
مِنْ حوْض وَرْدِك المنْسيّ
وتُخلّل أسنانها
من بقايا الكلمات بالشَّوك
وتُنهِي على الأنّاتِ
بكلِّ تعجرُفٍ على شُرُفاتِك!
أُنثى ..
بدونِ ظفائِر
عبيدة شكٍّ بين مَلِكات الحرَائِر
شَعْرُها الحِلْم شائِب
ينتشر كغَجريّة ليْل
مقطّعة على عزَماتها الذَّوائِب
كفزّاعة غُربَان الوَيْل 
كسَرّاقة رماد سَجائِرك
تُزيلُ بهِ أثَر كلمات الكَذْب
فيفْضَحُها النّْقش الغائِر
على الجبين المتعَذِّب
أُنثى.. 
خَلقَتْ مُتُون الليلّ 
لتُشرِقكَ نهَارًا
لتبدو بعينيك كّل يوْم
امرأة جديدة
امرأة تضاجِع مدنيّة الحَضارة
تعربِد بشْمعِها الذّائب قرابينًا
تُقدّمه لكلّ شفيف بِكَارة
أوماتراني؟! 
كيف افْديِك.. يا حبيبًا
تمْلكِْه أنْت أحلى غِشَاء بِِكَارة
ينْضِج بشفتيك .. بقلبك 
فتخرج حُرُوفَك
اشهدها شَهْدًَا سِحْرًا
وبفكرك أسمى رقيًا وحضارة
اوما تراني!! 
امرأة أخرى
وعدسات عيون جديدة
لبصائر تنْصِف قَصْف العُمْر
على صفيح حديدة 
و صبغات شعر جديدة
شقراء و حمراء و زرقاء و خضراء
او شَعْثة ألوان القُزَح الجنونيّة الفريدة
كورود المُدُن الفاخِرة
او كأزهار الحقْل البريّة
مرّت عليها رقْصَات خلاخِل
تلقح ميسمها دَفْقات دَفْقات
عاهِرة حرّة شهوانيّة
تعمّدت بعطور باريسيّة 
أُنثى ..
ترصُدُ في عتباتك المصائِر 
وتجمع أعقاب سجائرك كجواهر
شريدة في تلمود الحق
طريدة في سيناء الغرق
مصلوبة بمسامير الشّك
قدّيسة عنْد محاريب العشْق
بجلال صوفيّة الرّومي
تدور ألَهًَا عنْد كِعابِك رب
ثَوريّة في عَصْفِ اللهب
في صَبّ جام هذا الغَضَب
على هذا الجسَد
شزر بـِ حَدَق
شفاه بـِ نَزَق
نهود لـِ شَق
أنامل لـِ نَفِق
فألهِبْ سعيِرَ سِياطِك
على أطرَافِك
على كلّ هذا الشّعْب
أُنثى ..
بتعاليم ناريّة تضرب
بِـ يسار ويمين
لا شيء يَفجُر حُدود الظُّلْم
في الشّرق والغرْب
لا شيء يغفر هذا الذّنْب
مدائنها مقلوعة
بابٌ وراء باب
مشُرَعة بصفع الرّيح
تصْفِقُ لعَنات السَّب
على كُلّ جنْب
أُنثى ..
ُتقْرىء عقلاء الجُبْن سلامًا
مضروبًا بسُجّان الجهل 
بالَعجْز البائِن لا تطْلِقه أحكام العقل
فحين البَيْن طلقاء القَوْل
وخفافيش ظلْمَة حين الفِعْل 
أنْثى ..
طفرت بذكورة حين الخَصْب
لا تعتب زرعك حين يشِذْ
عن طرْفك قلّم بواقي الحب
و شذِّب ..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى