رؤى ومقالات

اماني عبدالله تكتب :قبل الذبح لابد ان نسمي ونكبر

نعم هي مذبحة للصحفين قبل ان تكون مذبحة لجرائدهم
فهذا اليوم الحزين الذي بات قريبا جدا …ومؤكدا هو يوم ١٥ يوليو ٢٠٢١ سيظل هذا اليوم محفورا في اذهان كل الصحفين الذين قد صدر قرار بسحب النسخة الورقية لجرائدهم ….فالمشكلة ليست في التطوير…ولكن المشكلة في كيف يتم التطوير
اتذكر جيدا خطاب سيادة الرئيس الذي دعا فيه رؤساء التحرير والصحفين بتغير سياستهم التحريرية
لأن ببساطة الخبر المنشور في الاخبار هو ذاته المنشور في الاهرام وكذلك الجمهورية…واجتمع رؤساء التحرير بالصحفين لابد من الابتكار …حتي يجد القارئ مايدفعه لشراء الجريدة…وبالفعل تم رفع اسعار جميع الصحف والمجلات …ولكن هل تم التغير او الابتكار المنشود….بالطبع لا….وكان لابد من تدخل الهيئة الوطنية للصحافة …مرة ناصحة واخري مهددة …ملقية باللوم كله علي كاهل الصحفي….الصحفي الذي بالكاد يكفيه راتبه …الصحفي الذي تحول الي باشكاتب العزبة…فهو يتلقي الاخبار من مصدره ثم يأخذها كوبي بيست لينشرها في جريدته
وهي نفسها الاخبار التي يتلقاها كل الصحفين..من مصادرهم لانها تصدر لهم مجمعة….اذا اين الابتكار…اين الابتكار ومجرد ان تجد مساحة للنشر كأنك حصلت علي قطعة من الجنة
لأنها بمعني اصح …قد تم حجزها ..لفلان وعلان …اصحاب الوساطة والمقربون من رئاسة التحرير …وفلان دمه خفيف والاخر دمه يلطش …حتي اخذنا جميعنا الصفعة …التي لاافاقة منها …ومثل هذه السياسات اعطت الحجة والبرهان للهيئة الوطنية للصحافة ان تعلن عدم صدور النسخ الورقية معللة ذلك بالخسائر تارة واخري بضعف التوزبع
اذا دعونا نتحدث بلغة التاجر الشاطر
اذا كان ضعف التوزيع سبب الاغلاق فمن يكون المتسبب في ضعف التوزيع
فاذا كانت الصحف سلعة فالتاجر الشاطر هو من يستطيع تسويق بضاعته
فلماذا تم تحميل الاخطاء للصحفين
فهل بات علي الصحفي ان يكتب ويحقق ويتأكد من نسبة التوزيع…هذا بجانب كل مسؤلياته التي يتحملها
هل تم تسوية اوضاع الصحفي الالكتروني مثل اوضاع الصحفي الورقي
بالطبع لا…اذا لماذا هذا القرار…قبل توفيق كل الاوضاع
وماذا عن الجرائد ذات الايرادات المرتفعة من الاعلانات…لماذا يتم غلقها…فمن المعروف ان جريدة الاخبار المسائى وصلت حصيلت اعلاناتها سبعة مليون جنيه مصري في العام في حين ان تكاليف طباعتها في العام لايتجاوز ال٢ مليون
فلماذا الغلق اذا
واذا كان هذا القرار مؤكدا فلماذا لايتم توزيع باقي الصحفين التي ستغلق اصداراتهم علي النسخ الورقية الصادرة عن نفس المؤسسة
واذا كانت الجرائد خاسرة
فلماذا لم يتم التطوير الفعلي للصحيفة قبل غلقها
وللصحفين ولكن الذي حدث هو عمل دورات تزيد من كفاءة الصحفين بعد اصدار قرار الغلق
لماذا لم يتم طرح الجرائد الورقية لبيعها في الاسواق
فاذا كانت الادارة الحالية لاتمتلك النهضة بمقداراتها ….فلنجعلها صحافة خاصة
نعم لابد من التطوير ولكن ليس كل التطوير هو تطوير فأحيانا التطوير يكون بمثابة الذبح والسلخ حيا
وهذا ماتم فعله معنا
وسوف تثبت الايام ان الصحافة الورقية لابد ان تكون بمسار موازي للصحافة الالكترونية
فاذا كانت الصحافة الالكترونية عي صحافة الخبر فالصحافة الورقية ستظل هي المحللة له وستظل الصحافة الورقية هي المستند الرسمي الذي يوثق الحقائق فلولا المسلات الفرعونية لاندثرت البطولات والمعارك والدول ويكفي ان جريدة الوقائع المصرية للان تعد الحجة والمنهج والسند للقوانين والتشريعات
وانه لنداء اخير اتوجه به الي رئيس دولتنا ان ينظر في قضيتنا نظرة اخيرة قبل تنفيذ حكم الاعدام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى