ياصديقي الذي أحبه فوق الحب
حباً و بعض
رغم أنني كأنثى
لم آخذك يوماً على محمل الحب
لم يزل صوتك قِبلة للسلام
تنتشلني هدهداته من تعاسة عزلتي
كلما ضاقت الأرض عليّ
و اتسعت بداخلي صحراء الحزن ،
تعال
رغم اختمار كل أسماء النور
و ثمالة ألوان الحرائق في عروقنا
نعيد تأسيس هذا المساء الكافر بالدفء
على طريقتنا
و بما يليق بقلبينا
المحاصرين بصقيع الخوف
و المثقلين بالمواجع و الهموم .
تعال
نمسح القحولة عن أرواحنا
الممتلئة بشوك الخيبات
و أغبرة الحرب و رماد الفواجع و الويلات
و دعنا نحرث ثلوج خذلاننا بآلة الحلم
نقدح جرحاً مني بجرحٍ منك
و نقيم في الفراغ القائم بين وجعينا
حيث تشتعل أول شرارة للضوء
و ننذر للرب
أن لا نتجاوز خطيئة مرور الفرح عابراً
دون أن نقبض عليه
ليؤدي في محراب كل ابتسامة لنا
نافلتين .
تعال
ندحض قناعات درويشنا المحمود
ليس ” الشعور رفاهية “
و لسنا مجرد “صفة من صفات الغياب “
فأحصر أنا تقاويم السعادة باستدارة فمي
و تشطب أنت تاريخ الغياب الطويل بزمة فمك
و دون أن نخدش عروق الكلام
تعلن ارتجافات النبض فينا
افتتاح كرنفال الدفء و العاطفة
نشرب نخب صحونا
نعاند ثمالة الملح
ننسى بلاغة الشعر
و لا يعيننا من ذاكرة الكلمات
إلا ” هيت لك “
تقودنا لارتعاشات لهفتنا المهجورة
منذ أول انكسار لنا في بيداء الوجع
و تهبنا وشوشات مواسم العطر
لندوزن على ايقاعاتها أغنياتنا للصباح
و نغرِق بثرثرات الورد الشفيفة
جفاف شهوتنا للحياة .