كتاب وشعراء

أتغادرني ..؟ : الشاعر محمود سنكري

أتغادرني ؟! .. دائماً تسألين
كيف أغادر من تسافر في عروق
اليدينْ و الجبين
أأغادرك يا من بحضرة أحلى النساء
أسراب حمام تمرين
…… و يباغتني الشعرُ على عجلٍ
جحافل درٍ ثمين
و تحبل الثواني بألفِ انفجارٍ ….
فأرتكب القصائد و البراكين
دائماً كالمصير تأتين …. فراشةً
بين السطور والأصابع تطيرين
سأقولُ لكِ “أُحِبُّكِ” .. و أجتاح بها
الماضي و الآتي و أعيد السنين
عندما أحبك تتغير الموازين ..
يصبح الحرف تنين و كل التعابير
بين يدي نبضي عجين
أصنع بالحرف ما أشاء من عرائش
الورد و العنب و التين
أنت يا من تحتاجك سنابلَ القمح
…. حتى تتجبر مثل
الورد و الرياحين
حتى تتفجَّر جميع الينابيع فأنت
النصير و المعين
كي تتحضَّرْ الحضارة أنك الملهم
و بك تقتدي و تستعين
معك العصافيرَ تتعلَّمَ الطيرانْ
تسبقها الغزلان و الدلافين
والفراشات تتقن النطق و الرسم
فأنت المعلم والهدي المبين
أما أنا فأحتاج عينيك حتى أمارسَ
النُبُوَّهْ و أتقن البراهين
أحتاج عينيك حتى تسقط الحدود
بين الحب والحرف إلى حين
كي أولد مرتين وتقسميني إلى إثنين
أنت و عرائش الياسمين
و يصبح النومُ على السطور ملاذاً
و حصناً حصين
حتى أدخلَ في حوارٍ مع عينيك
بثوابت المثقّفينْ
تقنعني أن القمح رموش الأرض
و أقنعها أن البركان هو الوجه
الآخر للرياحين
و تسألني عن مخاض الأشجار
و تكاثر عرائش الياسمين
عن تربية القمح .. كيف نسقيه
بندى الأجساد و الجبين
يا عرساً في لحمي يا دمي المبعثر
نوراً في كل البساتين
وحيدً أَنا أمامَ جمَالك تؤازره أعتى
النيازك و أشجع البراكين
فساعديني كي تكوني القصيدةٌ
….. التي أموتُ
عندما أكتُبُها بحبر الوتين
ثم اكتسحيني شجراً احتشد
ألوفاً و ملايين
كي ينتهي الكره …… في الكون
وتتآخى الملائكة و الشياطين
بقلمي #محمود_سنكري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى