كتاب وشعراء

لويس…قصة قصيرة/بقلم شيخنا باب اتريميز/موريتانيا

هاهو جد لويس رفقة جدتها،في الصورة؛من حيث تعارفا يافعين بمزرعة مستوطن بلجيكي كانا عاملين فيها أيام الاستعمار
بأجر زهيد ووفق منظومة عمل صارمة لامجال لأي تهاون في تطبيقها.
حتى أتى ذالك اليوم المأساوي عندما جمعت جدة ،
لويس أقل من نصف الكمية المفروضة على كل عامل يوميا خلال حصاد ثمار البن، وذالك للمرة الثالثة بعدما منع مديرهم المباشر البلجيكي لويس إنزال العقاب بها بوساطة من ألان الذي يقنعه بأن يقبل تبرعه لصالح محبوبته بكمية البن الزائدة التي جمعها،ويقبل مخالفة قانون عمل الإقطاعية، غير أن الظرف خاص هذه المرة بحضور مراقبين بعث بهم صاحب المزرعة بسبب تراجع الحصاد العام الماضي.
فوقع العقاب عليها وهي : في بداية حملها المبكر والأول منه. بقطع يداها إذ كانت لتبتر يد واحدة لو أن كميتها نصف المفروض لكنها تحت المتوسط.
وبعد إلحاح من ألان نجح لويس في اقناعهم ابقاء يسراها،مقابل بتر يسرى ألان ، فغادرا ليلتها،مع أدوية قدمها لهم لويس وأجر ألان ليستقرا في كوخ بطرف قرية وسط احراش الغابة الماطرة، يقتاتان من الصيد،وأنجبى فتاتين توأم سميا إحداهما لويس امتنانا لمديرهم السابق.
وبعد سنين من استقلال الكونغو اشتغلت لويس وشقيقتها في شركة تعدين يابانية حيث دخلت لويس في علاقة حب مع أحد مديريها اليابانيين وحملت منه فمنحها تأمين صحي ألزمها بشبه حجز قسري في مشفى ياباني تابع للشركة غير أن ذالك لم يطمئن شقيقتها التي سمعت عن قتل ممنهج للأجنة والخدج فيه،لصالح رجال يابانيين يتخلصون،من أطفالهم من أمهات كونغوليات.
فستقدمت والدتها من القرية ليبقو طوال الوقت معها حتى أنجبت طفلتها حية ومنعت والدة لويس أي عامل في المشفى من لمس حفيدتها قبل أن تفر بها تاركة لويس الإبنة جثة هامدة بين يدي أختها وسمت الحفيدة على إسمها.
وقبل إنهاء الثانوية تسربت لويس الحفيدة من التمدرس لإعالة جدها الذي ألزمه الفراش؛ ضيق مساحة الصيد،لصالح التهام أنشطة شركات تعدين أوروبية،مناطق شاسعة من غابتهم.
إضافة لضيق التنفس الذي اقعدابنته أيضا،الفراش بسبب إرتفاع نسبة التلوث الناتجة عن أنشطة شركات انتاج زيت النخيل الأوروبية والتي راحت الجدة ضحيتها.
فنزلت؛لويس للعمل في إحدى تلك الشركات رغم إعتراض خطيبها الذي يعمل في نفس النشاط، ومبرره أن معظم العاملات في المجال يتحولن للدعارة مع الأوروبيين والعاملين بسبب الراتب الزهيد.
فضطره تخوفه على خطيبته أن يلتحق بميليشيا مقاتلة لضمان دخل أكبر إذ تدفع الشركات مبالغ ضخمة للميليشيات المسلحة كي تخلي لصالحها الأماكن الغنية بالمعادن من السكان والمزارع بغية استغلالها.
فكان نتيجة ذالك تعرض بيت ،لويس للحرق من قبل ميليشيا أخرى منافسة لمليشيا خطيبها انتقاما منه، فغتيل جدها ألان وخالتها وفرت هي بجلدها إلى العاصمة .
في العاصمة الموريتانية وصبيحة يوم شتوي غائم.
نزلت إلى ميدان “كلينيك” المعروف كنقطة تجمع للمهاجرين السريين العابرين من هنا،لإعداد مادة إعلامية، فلفتني مظهرها الافرو آسيوي وهي : تبيع القهوة في كشكها المتنقل وقبلت ان تسرد لي، قصتها التي انتهت بإختيارها موريتانيا كمحطة عبور إلى جزر كناريا الإسبانية بعد أن اعياها تجاوب سفارات الغرب مع طلبها للجوء و لم تجد،غير سخرية موظفيهم من شكلها الياباني مع جنسية أفريقية و إسم رجل غربي.
وأعادت صور عائلتها وخطيبها الذي علمت بمقتله في مواجهة مسلحة قبل مغادرتها الكونغو ،الى حقيبتها كأثمن ماتركت لها الحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى