ثقافة وفنون

الْبيرقوْ إيتاليا …….قصيده للشاعر أحمد عمر شيخْ

  • وددتُ لو أنَّ النساء جُمعن في ثغرٍ واحدٍ لقبلته وارتحتْ
    اللورد بايرونْ
    …………
    ساعتي الثامنه
    إلا …
    يترجرجُ أصفرُها / أحمرُها/ أبيضُها/ أزرقها
    العرباتُ
    نثيثُ المطرْ
    ( أسمرا)
    وانبعاثُ النَذرْ
    لاالبناياتُ تصفو على دفقِ ميسمها
    أسفلتُ حاملها
    (ماركاتو *)
    (*جامع الخلفاء الراشدين)
    والخشوعُ الخَفَرْ
    لاالنواقيسُ تومضُ
    في النائباتِ خَبَرْ
    ولامستقَرْ

    (الكاتدرالُ *)
    فيوض التماهي
    أهدهدُ يقظتها المرتجاة
    صورتها وأنا
    _ لاأنا ..!
    أسفلُ الدمع صوب المراثي
    أولُ الحرف نبع اجتثاثي
    والمتون سيَرْ
    حناؤها والماثلون عِبَرْ
    يقتفينا الأثرْ

    الأذرعُ الوالهاتُ تشهَّى قبلة ساخنه
    سنة إثر أخرى سنه
    شاهداتي يقينْ
    وانطفاءُ الشمال حذرْ
    قمّة الكستناءِ
    أمامي تدلّى / ورائي
    على قوس شبَّاكها
    تلألأ ” * أبيات جدَّه ” 
    ثقوبُ الحذاء الرصيفِ
    خلخالها
    واستدارة أصواتنا خلف رتل الوجومْ
    لاالميازيبُ ثكلى
    أهدابها
    كحلُ الليالي
    تغنِّي المليحة
    لحن الحِسان وشِعر الوترْ
    ..
    ساعتي الثامنه
    ثغرها المتبسّم موجٌ تنامى
    على شرح أردافها وانتحرْ
    آلمته البديعة
    على شمائلها
    حين استمال ربيع الهضابِ
    وانتشرْ

    ساعتي الثامنه
    جاءت الآن تختالُ في الروع سلوى
    مونقاتُ الدررْ
    يستردُّ الندى زهو أوقاتنا
    والبنفسجُ يرتابُ
    على الجسدِ المرمرِ الأقحوانْ
    باشقات الجنانْ
    فستانها المطرَّز بالأرجوانْ
    ” سييه “*
    شوقي الظميء إليها
    باقة وردٍ بليلْ
    بوحُ الأيامى وصهد النخيلْ

    ” *قُلُعْ ” 
    تستريحُ على قمةٍ من أصيلْ
    جذرُ الحبيبةوانهمار الشذى
    حبّي المكلل بالمستحيلْ
    يالغفواتنا المُحزنه
    والمنى
    راودتني الصبايا
    فلا تغضبي ياامرأتي الفاتنه
    خربشاتُ الفصول نهارْ
    والشرافه
    رهق المسافه
    على دفق أحلامنا المُعلنه
    والمسارْ
    يرتوي الشظفُ المرُّ
    سطور الملاجيء والمنحنى
    على صدرِ أيقونةٍ مؤمنه
    نلتقي عند حدّ المساء الأخيرْ
    ساعتي الثامنه
    اللقاء ياسامعين ضريرْ
    جوالها
    قطعة الشوكولاته
    والقرط لمعة أسنانها
    الأبيضُ الماس والزمهريرْ

    هل ترى ؟ !
    تقولْ :
    والرؤى !!
    لارؤى داكنه

    مبنى البريد الرئيسْ
    ” *كازا لتاليا “
    يستبدُّ الفتونُ بنا
    شرفة مِنْ نمير السوالفِ
    وقفة مِنْ ثباتِ الجنونِ المرادفِ
    وقع خطاها البعيد هنا

    وانتظاري
    الثواني تدبَ على رفَ جدولها والغديرْ
    زعانفُ حرَّى من يرقاتِ الضميرْ
    الوعد ياعاشقين ذرورْ
    الهوى خيمةٌ
    والهوى أحصنه

    العناقُ / الفراقْ
    عبقري الشعورْ
    والحبورْ هنيهاتنا الراهنه

    البرقُ عزم الرحالْ
    رذاذ القوافي الأنيقةِ
    نبض الأثيرْ
    يتراقصُ شمعُ الوداد/ آمالنا
    دفءُ الشفاه/ الدَنا
    شارعٌ يتمترسُ في العزلة البشرية
    ( بلْ أقلّ القليلْ)
    شغلته نياطُ القلوب الجريحة
    ( والذي لايُقالْ)
    يُرهقُ اليمَّ شدو الرجالْ
    طعمُ المدى زنجبيلْ

    ترتاحُ نجوى
    أنثاي أنتِ
    والشموخ الجبالْ
    لامُحالْ
    حبيبة أدري
    أنكِ أنشوطتي الجاثمة
    وأنَّ البقاء بدونكِ سرجٌ تخاطفه النوءُ
    في الظلمةِ الواهمه
    والجفون النصالْ
    ترتجي موعداً في الخيالْ
    إلى اللحظةِ القادمه
    ..
    ساعتي الثامنه
    ثلاثُ وأخرى دقائقْ
    السعدُ وامقْ
    يشعلُ الليلُ هاجسه المستريبْ
    تمائم قهرٍ ولون حرائقْ
    بخورُ ” *الجِبان” القصيَه
    عيناكِ يالهولهما !!
    اللحظ يمعنُ في الذكرياتِ الفتيَّه
    يفتِّش أعماق وجدي فلولاً
    لألقي التحيَّه
    ..
    قلتُ : أنتِ القضيَّه
    ( ياابنت البلد الأبيَّه )
    أقبضُ ساعدها والدّرجْ
    أترنّحُ / أهمسُ لا..
    لاحَرَجْ
    تمسكُ بي تلابيبها وارتعاش الضلوعْ
    تغرسُ خنجرها في البواطنِ
    فيعوي النزقْ
    نظرة
    يشدُّ فتيل ارتيابي الأرقْ
    ( ثائرٌ هو هذا القلقْ)
    تومي الوجوهُ إليا
    شمعتان / هبوب الرياح وحمَّى الشفقْ

    ساعتي الثامنه
    نيفٌ من الدهر والأحجيات
    والوشاح انزلقْ
    والفلقْ!!
    كاذبٌ كلّ واشٍ
    صادقٌ مَنْ صدَقْ
    ..
    الشملُ يدنو
    والردهة الحرَّة الرائعة
    غيبتني الظنونُ
    عذراً ملهمتي
    حانت التاسعه
    تقولُ لي النادله
    غبتَ كثيراً
    غبتُ
    أيامنا ياسائلتي متعبه
    ليس ماقد ترينْ
    أيتها الطيبه
    بل هي الفاعله
    سيدتي النادله
    الستائرُ تلفظُ همِّ الجوارحْ
    صمت المساءْ
    والأمرُ أشبه بالهول والقارعه

    ساعتي التاسعه
    غروب السفائن والفاجعه

    الكلامُ تقطّع
    و” الإنترنتْ ” 
    ” قوقولْ “
    بحثي الممضّ
    مقعدي المتوترْ
    سرّتها المُلقاة على الأرضِ
    جموع السمندلْ
    حفيف الرغابِ
    معطفها اللولبي الوثيرْ
    قرابين هجري وفوح الرجاءْ
    زندُ الغريمة وانتباه الحياءْ
    أقبضُ يدها و…نسيرْ
    الأزقة ..
    خريفُ المجون وجور الحرَسْ
    فوانيسُ بهجتنا
    تقضمني و”* البَلسْ” 
    أتلفتُ
    أمعنُ فيها
    يرديني عطرُ النَفسْ
    شاشتها والفضاء الرهيبْ
    رواياتُ أصدافنا الضائعه
    والأنجم الدامعه
    امتصُّ خوفي والعسسْ
    صادروا رغبات المجافي
    عمري/ صحافي
    قصاصات موتي الجليلْ
    قططي الحبشيّه
    تنطّ وسادة صبري
    تمشّى
    سوسنة مِنْ نضيد الغرامْ
    يشتتنا هذا الصقيع الزؤامْ
    لاكلامْ
    عذبتني السويعاتُ
    الدفءُ يقعي على فرجةٍ مِنْ كؤؤس المُدامْ
    طاولاتٌ تمطّى على سُكر روادها
    منعرجُ الفقدِ
    سلسبيل النّوى والختامْ

    تتلوَّى المكامنُ
    والحلزونُ / السريرْ
    تفاصيلُها والقوامُ المُثيرْ
    ينتضي الغيمُ صهوة خيل القَدَرْ
    شبَحُ العادياتِ سَقَرْ

    نفائسُ شحذِ الهِمَمْ
    سراديبُ همِّي
    نسورُ القِمَمْ
    شالني السيلُ صوبَ دوالي العَجَمْ
    اسألُ الرَّكبَ ؟؟!!
    الوصلُ كيفَ انصرَمْ ؟؟!!
    ( إخوتي / أخواتي !! )
    كيفَ انصرم ؟؟!!
    يردُّ الخواءُ :
    كيفَ انصرم ؟؟!!
    فاهمٌ مَنْ فَهَمْ ..
    أقلّبُ صفحتها في فؤادي
    أنادي :
    قوسُ قُزحْ
    وارتهان الفَرَحْ
    قوافلُ تنداحُ في اليابسه
    عرافتي البائِسه
    تُلقي إليَّا (*الوَدَعْ)
    (راجعٌ مَنْ رَجَعْ )
    ( سامعٌ مَا سَمَعْ)
    سيان هذي النبوءاتِ
    عرافتي الجالِسه
    قفي
    فالجنُّ يعبثُ بي والمكانْ
    استريحُ على دوزناتِ الكمانْ
    يالروع الصّحابْ
    ألمُّ الحصى
    أقذفُ حدَّ الحِرابْ
    إلى صحوتي الناعسه
    يسحرني القمرُ المتربصُ بالسيسبانْ
    شجرٌ مِنْ رهانْ

    (البيرقو إيتاليا)
    ملمسٌ مِنْ كفوفِ السّحابْ
    كهرباءُ الفجور وصدُّ الجوابْ

    إلهي .. هي !!
    لاهي !!
    طيفها المتمايل خلف الغيابْ
    حبيبة لابأسَ ..!!
    أعلمُ أنَّ الزمنْ
    أجراس بوحٍ
    تعلمين
    وأفق ضنينْ
    وبعض الشجنْ
    وأنَّ الهوى ماسَكَنْ
    لأنَّ المِحنْ
    تطوفُ بروحي
    تلفُّ وثاقي
    طائرٌ في كَفَنْ
    ( حسنٌ هو هذا الحَسَنْ)
    غرّدي فوق عالي الفَنَنْ

    ساعتي التاسعه
    والنصفُ يهربُ
    دواليبُ عشقي
    تهبُّ العواصفُ
    الراجماتُ الصخور /عبابْ
    إلهي !!
    ( دعاءُ الشجي مُجابْ)
    ..
    السبت – الثالث عشر – أغسطسْ
    ألفان – إحدى عشرْ
    الفراقُ يحوّمُ عند ارتباكِ السلالمْ
    والغيومُ شرَرْ
    حانَ بينٌ فتيٌ
    والحجارة تقذفُ صادٍ أغرّْ
    يحتسي الشاي والحزنْ
    يعلكُ خيباته
    والقصص الشائكه
    يرصُّ عناوينه الهالِكه
    ” *عداقا حموسْ” 
    جمالكِ صوتُ قداسٍ مهيبْ
    حقائبُ تترى
    على جفنِ راهبةٍ ناسكه

    هي الأزمنه
    الشقوقُ الكثيفة في موطنه
    ..
    ساعتي الثامنه
    ليتها لمْ تمرّ / ليتنا
    والأعينُ الخائنه
    تتربصُ خلف الثقوبِ بِنا

    ( البيرقو إيتاليا)
    جهد الدروب قذى
    ياامرأة مِنْ عبيرٍ / سنا

    العشرون – أغسطسْ
    ألفان – إحدى عشرْ
    النجيعُ استدارْ
    سأرحلُ ..
    قالتْ
    طوقُ المآسي
    يستفيقُ الغريمُ وحيداً
    ( ويح هذا السَّفَرْ)
    لاآخرون سواكِ
    مرايا تحدّقُ في الجالسينْ
    (لسنا كنّا هنا)
    لوعة في الحنايا
    تفترشُ النادلاتُ الأماني الشريده
    والقصيده
    تجمّعُ أحرفنا الساكنه
    تبثُّ الحياةَ
    لاالصوتُ يهمسُ
    لادندنه
    ..
    ( البيرقو إيتاليا)

    الكراسي / الإضاءه
    دوائرُ مِنْ أسقفٍ واهنه
    بقايا ظلالٍ هناكَ
    على الركّنِ/ في الزاويه
    موائدُ عشقٍ أطلَّتْ
    هوتْ بلا هاويه
    ..
    ضاع منه الجَلَدْ
    سألتْهُ :
    لاأحدْ !!
    سوى حبَّه للبلدْ
    حربهُ على الظلم
    والسارقين قوت الضِعافْ
    والخيانه
    ضغائنُ وحدته القاسيه
    ..
    ( البيرقو إيتاليا)
    عشرون عاماً
    والمدينة حجرته الخاليه
    رفاق المسيرة
    أشعاره والمصاطبْ
    يؤدلجُ أفكاره الباقيه
    مبادؤه/ غدرُ الخليلاتِ
    ينسكبُ الشوقُ في الآنيه
    ..
    ثمَّ ماذا .. ؟؟
    إذا ..!!
    ..
    ساعتي العاشره
    والمرأة القادره
    توزّعُ رغباتها
    والأعين السافره
    فاجره !!
    قال الضعيفُ المباغتُ
    حملقَ في الحاضرين
    خارتْ قواه
    تردَّى
    وبسمته حائره
    ..
    ” * إمباقليانو” 
    وبعضُ التياعْ
    رجلٌ ينتمي لمرّ المراحلِ
    يخطُّ معالمه الساريه
    قوارير مِنْ خمرةٍ جاريه
    تعتّقُ آجالهُ في سكوتْ
    لتدفنَ أعماقهُ العنكبوتْ
    ملامحها / رقّتها
    ضحكها المترجرج
    إغراؤها المستبدّ
    والطريق الطويل إليها
    أشجان حبٍّ صموتْ

    ساعتيْ !!
    والفراغُ دبيبُ خطانا
    هيَ .. وأنا
    لسنا كُنّا هنا
    ..
    ( البيرقو إيتاليا)
    والشرودْ
    شوارد مِنْ لحظةٍ لنْ تعودْ
    ______
    هوامشْ :
    ______
    البيرقو إتاليا – فندق وسط العاصمة . 
    ماركاتو- سوق وسط العاصمة أسمرا .
    جامع الخلفاء الراشدين – أكبر الجوامع في أسمرا. 
    الكاتدرال- الكاتدرائية في الشارع الرئيس بالعاصمة. 
    أبيات جدَّة – حي في أسمرا .
    سييه – أشجار النخيلْ. 
    قُلُعْ- قرية في الإقليم الأوسط – إرتريا. 
    كازالتاليا- النادي الإيطالي – أسمرا. 
    الجِبانْ – جمع جَبَنه ، وهي إناءٌ فخاري تُطهى فيه القهوة في إرتريا .
    البَلَسْ- التين الشوكيْ. 
    الوَدعْ – الصدف البحري ويستخدم لكشف الطالع والتنبؤ في الموروث الشعبيْ . 
    عداقا حموس- حي مِنْ أحياء مدينة أسمرا. 
    امباقليانو- حي مِنْ أحياء مدينة أسمرا .
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى