رؤى ومقالات

الخديعة الكبرى .: عبدالرحمن الرياني يكتب :كيف ابتلع الجنوب الشمال ٢

كانت الدول اليمانية القوية عبر تاريخ اليمن القديم والوسيط المقاومة للغزات والاطماع تقوم في النطاق الجغرافي الذي يطلق عليه اليوم اليمن الشمالي ، الدولة السبئية والحميرية ومملكة معين هذا قبل الاسلام وبعد الإسلام دولة بني زياد ودولة بنو نجاح ودولة طاهر ودولة بنو رسول و هذه الدول سواءً منها التي قامت قبل الإسلام هي التي حددت حدود اليمن وجغرافيتها الطبيعية الواقعة بين مكة وصلالة .وحتى حدود المحيط الهندي ، الدويلات التي قامت في جنوب اليمن كانت موالية وتابعة للمالك اليمنية القوية بمعنى أن مناطق الضغط المرتفع سياسيًا كانت هي المناطق الشمالية ، باستثناء فترة تاريخية واحدة في الجنوب هي مملكة كندة التي تحالفت مع الحميريين ضد الاحباش وكانت في وادي حضرموت شرق اليمن ، جميع مراحل التاريخ كرست حقيقة ان الشمال هو الأصل والجنوب هو الامتداد الطبيعي التاريخي ، القوى الاستعمارية من الاحباش الى الفرس الى الرومان الى الاشوريين الى البرتغاليين الى العثمانيين كانت جل صراعاتهم مع اليمن الشمالي واتخذت من جنوب اليمن قاعدة لقهر اليمنيين الشماليين والتصدي لطموحات دولهم السياسية ، ونستطيع القول أن حالة الصدام المستمرة بين اليمن والقوى والامبراطوريات العظمى طوال ثلاثة الاف وخمسمائة عام .، كانت تهدف إلى شل حركة مركز الضغط المرتفع الذي لم يكن في حقيقته سوى دولة عظمى ما ان تنتهي حتى تقوم مكانها دولة عظمى بديلة ، خطوط الملاحة والتجارة القديمة لعبت دوراً حيويًا في تعزيز ذلك الواقع ، هنا تأكدت لدى المؤرخين ابن خلدون ابرزهم ان الجغرافيا تصنع الحضارة ، وهذا ما يمكن ان نفهمه عندما نرى دولة مثل دولة بنو رسول احفاد جبلة ابن الايهم الغسانية القحطانية بمجرد قيامها الفعلي تصبح الدولة الاولى صناعيًا على مستوى العالم .، حقيقة ان اليمن بلد متوالية حضارية الحضارة ما ان تذهب حتى تعود اليمن هي الاستثناء في نظرية مالك بن نبي بأن الحضارة اذا خرجت من امة با تعود اليها ثانية ، هذا ماتنبه له اعداء اليمن فحاولوا تغيير قواعد اللعبة خارج المنطق عندما حركوا الجنوب مناطق الضغط المنخفض لابتلاع الشمال ، اولى الضربات القوية لمنع عودة الحقبة الحضارية كانت في تسليم الحكم للجبهة القومية وتحديداً لفصيل ماركسي صغير من مجموعة من الشباب الذين يفتقرون للحد الادنى من المعرفة والخبرة ولعبة الامم والرؤية الاستراتيجية ، اقنعوهم بالدوران في الفلك السوفييتي حل وسط بين بريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي ، بريطانيا التي احتلت الجنوب لمدة 129 هي التي حددت مساحته بالاراضي التي تمكنت من السيطرة عليها والحقيقة هي ان ليس كل الجنوب جنوبًا الجنوب اقل من ذلك بكثير وضع مساحة الجنوب القليل السكان نفس وضع الجزائر مساحتها الشاسعة اخذت من تونس وليبيا والمغرب ،وهو نفس مساحة المملكة السعودية التي جرى تأسيسها على يد صُناع العروش الثلاثة وزير المستعمرات البريطانية السير بيرسي جوكس والجاسوس جون فيلبي الذي اسلم واطلق عليه لقب الحاج عبدالله فيلبي ، واخرهم اليهودي الاسكتلندي لورنس العرب ، في حالة حدوث تقسيم لن يكون الجنوب جنوبًا كما كان بالأمس ستكون خارطة كبرى للجمهورية اليمنية ربما تكون جغرافيتها تفوق جغرافية الدولة الجنوبية بخمسة اضعاف تضم الشمال بممالكه التاريخية مع مملكة كندة. المهرة .كونها غير مناطق الجنوب الاخرى لم تكن مناطق ضغط منخفض بالمفهوم السلبي على غرار باقي الجنوب مقاومة الكنديين في مرحلة ما قبل الاسلام ومقاومة سلاطين ال الكسادي وغيرها من الثورات التي قامت بالتحالف مع المركز في الشمال تؤكد ان هناك خاصية لتلك المناطق وانها اقرب للشمال السبئي من الجنوب القتباني .
…يتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى