كتاب وشعراء

قراءة في مسلسل قيامة عثمان .صخر عبدالعزيز الشرعبي .

قراءة في مسلسل قيامة عثمان .
صخر عبدالعزيز الشرعبي .


وراء كل رجل عظيم ” كالغازي عثمان أرطغرل ” فتاة جميلة يحبها “كالفاتنة بالا “.
وكأني بالمخرج لحلقات المسلسل التاريخي ” قيامة عثمان ” يسخر كل إمكانيته الفنية لإخراج أحداث درامية جميلة يؤكد بها صحة المقولة التي تنص على أنه ” وراء كل رجل عظيم امرأة “.
وكأني بالتاريخ أيضاً يقول لي “وما كان لعثمان أن يغزو كل تلك المساحة الشاسعة من الكرة الأرضية مالم يكن يحمل في قلبه حباً لفتاة جميلة تنتظره بعد كل غزوة كبالا “

هذا الوجه الضحوك ، يحمل بين تقاسيمه حب الحياة ، يخرج عثمان في الصباح ينفذ عادات أبيه وأجداده الذين ألفوا القتال لسبب أو دون سبب .. يبدو شجاعاً وهو يحاكي تصرفاتهم ، لكنه يختلف عنهم بأنه فرد يحب الحياة كثيراً ، لا يريد أن يموت ، بل يتمنى أن يعيش أكثر ،، ليس لأجل أن يغزو أكثر ويوسع نطاق مملكته أكثر ،وإنما لأنه أحب بالا ..فقط .
السبب ذاته الذي يجعل انتصاره حتمياً في كل المواقف الحرجة والظروف الصعبة .
وربما مالت شوكة النصر عنه يوماً ، وانقلبت المعركة ضده فاستلهم من وحي جمالها شيئاً يجعله يزأر كالأسد ويثبت من جديد قالباً النتيجة السلبية رأساً على عقب ثم يعود منتصراً يسبح بحمدها طول الطريق نحوها .

صدقوني ،، لم ينجح المخرج بشي أشد من اختيار هذه الفاتنة لهذا الدور الكبير الذي يليق بها كثيراً .
وما تحمست لكل اللقطات القتالية الحماسية لعثمان أشد من لقطة رومانسية منه لبالا وهو يعدها بمقاتلة الكون أجمع إن فكر يوماً بصده عنها !.

لست مهرجاً،ولا أريد المبالغة ،، أبداً
هناك ثوابت في الحياة تقول إن الحب يجعل من صاحبه أسطورة في تجاوز المستحيلات لأجل من يحب،هذه حقيقة لا جدال فيها،وهذا في نفس الوقت يعتمد على مقدار جمال حبيبتك .
ربما أحببت قروية جميلة لابأس في جمالها ، لكنها لا تتقن نسج الكلام العاطفي عليك أبداً ، قلبك يعج بحبها وروحك يابسة قاحلة لم ترتو من عاطفتها كما يجب .. هذه ربما تجعلك تتجاوز فقرك وتهاجر ديارك سنيناً، تتحمل لأجلها عناء السفر وصعوبة العيش في المهجر لكي تجمع مهرها فلساً فلساً وتتزوجها … ويكتب التاريخ ذلك إنجازاً لها، وليس لك؛ لأنها الملهمة.
وربما أحببت فاتنة جميلة لكنها قصيرة نوعاً ما ،،، همت بها حباً ودنوت نحو خدرها أكثر ، وجاء رجل ثري يزاحمك عليها ، وحدد أبوها موعد زفافهما ،، فحملك شدة الحب على أن تحمل سلاحك وتتربص لهما في الطريق وترديهما قتلاً حال خروجهما في ثياب زفافهما .. ثم تسلم نفسك للقضاء،ويكتب التاريخ ذلك جرماً عليها لأنها الملهمة للجريمة أيضاً .

أما إذا قدر لك أن تعثر على فتاة ك ” بالا ” وتحبها ،، فإنها معجزة حقاً .. ربما تصبح غازياً ، تجتاح العالم وتعيد الخلافة الإسلامية من جديد .
هذا لا يستبعد أبداً ..
شرط أن تكون الفاتنة بنفس المواصفات ، العينان والعنق والوجنتان ، وبسمة الثغر
فتشوا عن شبيهتها جيداً في أرجاء البلد ، يجب أن نعثر عليها ، نحن بحاجة ماسة لشجاع مثل عثمان ينهي الفوضى الملمة بنا ، وهذا لا يمكن مالم نعثر على فتاة تشبه بالا جمالاً وسلوكاً وقوة …

اللهم بالا فإنها لا تعجزك .. سأنام على أمل عناقها .. فقل لها كوني لتكن ،، ليصبح العالم على مفاجأتي التي تغير الموازين ..آمين .


|صخر عبدالعزيز .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى