تقارير وتحقيقات

أشرف الريس يكتب عن : ذكرى سقوط مدينة بغداد فى قبضة المغول

فى مثل هذا اليوم مُنذ 761 عاماً و بالتحديد فى 6 / 2 / 1258م المغول بقيادة هولاكو يدخلون بغداد و يقتلون الخليفة ” المُستعصم بالله ” إيذاناً بزوال الخلافة العباسية نهائياً فى بغداد …
و قد كان المغول قبل اكتساحهم مدينة بغداد قد تمكنوا من اسقاط الدولة الخوارزميَّة التى شكَّلت خط الدفاع الإسلامى الأوَّل ضدَّ الهجمات المغوليَّة و تمكنوا من إبادة بعض الجماعات التى عجز عنها المُسلمين و شكَّلت مصدر إزعاجٍ لهم طيلة سنوات عديدة مثل ” الحشاشين ” الذين هدموا معقلهم فى مدينة ” آلموت ” بـ ” إقليم جيلان ” شمال فارس و بسُقوط الدولة الخوارزميَّة زال من أمام المغول الحاجز المنيع الذى يحول دون تقدُّمهم غرباً عبر فارس وُصولًا إلى العراق …
و جديرٌ بالذكر أن اجتياح المغول لِبغداد و دكِّهم معالم الحضارة و العُمران فيها و قتلهم أهلها قد شكَلَ كارثةً كُبرى للمُسلمين بل كارثة الكوارث فى زمانها إذ احترقت الكثير من المُؤلَّفات القيِّمة و النفيسة فى مُختلف المَجالات العلمية و الفلسفية و الأدبية و الإقتصادية و الإجتماعية و غيرها بعد أن أضرم المغول النار فى ” بيت الحِكمة ” و هى إحدى أعظم مكتبات العالم القديم آنذاك و ألقوا بالكُتب فى نهرى دجلة و الفُرات كما فتكوا بالكثير من أهلِ العِلمِ و الثقافة و نقلوا آخرين مَعهُم إلى مدينة ” إلخانية ” بفارس و دمَّروا الكثير من المعالم العُمرانية من مَساجدٍ و قُصورٍ و حدائق و مدارس و حتى من نجا من الأهالى من تلك المذبحة أُصيب بالأمراض التى انتشرت فى الجو نتيجة لكثرة عدد القتلى …
و ً لِذلك فقد عدَّ الكثير من المُؤرخين المُسلمين و الغربين أيضاً سُقوط بغداد بمثابة نهاية العصر الذهبى للإسلام فيما يراه المُؤرخون المُعاصرون بداية انحدار الحضارة الإسلاميَّة و تراجُعها ذلك لأنَّ بعض المُنجزات الحضاريَّة قد استمرَّت بالظُهور ( و لو على نحوٍ أقل ) حتَّى ذُروة العصر العُثمانى و تحديداً زمن السُلطان سُليمان القانونى .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى