نورا عثمان تكتب : مآل العشب
ساقايَ تندفعانِ في المجرى
ويَخطُرُ لي بأنِّي قد عبرتُ النَّهرَ
قَبلَ الآنَ
من زمنٍ سحيقٍ،
كانَ يُعجِبُني ازرقاقُ الماءِ مُتَّحِدًا بكعبي
بالتُّرابِ الحيِّ في جسدي
بعشبٍ أخضرٍ ينمو على أطرافِ ذاكرتي
ويبدأُ غابةً..
لو كانَ هذا النَّهرُ مُمتَلِئًا
لكنتُ غسلتُ شَعري
كنتُ في مرحٍ نثرتُ الماءَ نحوكَ
غيرَ أنِّي
كانَ يَشغَلُني احتمالٌ واحدٌ صعبٌ
بأن يَتَوقَّفَ المَجرَى لأجلي
لاعتصاري كلَّما امتلأتْ مسامي منهُ
أو فَرَغَتْ
أُفَكِّرُ ما الَّذي أعطيهِ مِن جسدي
وماذا لو يَضُخُّ بلونِيَ الحِنطِيِّ أزرقَهُ
ولو في مائهِ ساقايَ ذائبتانِ
لو شيئًا فشيئًا صارَ يأخذُ هيئتي
نهرٌ أُنوثِيُّ الملامحِ!
صورتي والنَّهرُ واحدتانِ
صورةٌ ربَّةٍ أولى
وماءٍ لا يموتْ..
ماذا ترى في قاعِ عيني
ما الَّذي عاينتُهُ في قاعِ عينِكَ أيُّها النَّهرُ الصَّموتْ؟
كم وِجهَةً للرِّيحِ تعرفُ؟!
هل ستأخذني إلى ما لستُ أعرفُ؟
لا أريدُ سوى حبيبي
غيرَ أنِّي أتبعُ التَّيارَ؛ يتبعُني حبيبي.