فيس وتويتر

جمال غيطاس يكتب :الإمارات في مصر: من مواجهة السد المنيع والمرتقى الصعب الي تناول قالب الزبدة المشروخ بقطعة بلاستيك

إقرأ التفاصيل التي نشرتها صفحة ” متصدقش” حول إعلان نقابات الصحفيين والمهندسين والمحامين، إيقاف التعامل مع معامل التحاليل الطبية (البرج – المختبر – ألفا)، وعملية التقصي المحترمة التي قام بها فريق الصفحة لتوضيح الخلفية العامة لما رأت النقابات الثلاث أنه ممارسة احتكارية ضارة بأعضائها،
ثم عد للوراء في الصفحة نفسها، وطالع ما نشرته بشأن الطائرة التي خرجت من القاهرة وضبطت في زامبيا محملة بملايين الدولارات والاسلحة والذخائر والسبائك.
ثم راجع عبر المواقع الجادة المحترمة ما نشر حول السفينة التي خرجت محملة بآثار مصرية مسروقة.
ثم راجع بالمواقع ذاتها عدد القطع الأثرية المصرية المعروضة بمتحف أبو ظبي.
ثم راجع التفاصيل المنشورة عن بعض المشروعات الاستثمارية الإماراتية الضخمة التي دار ويدور حولها الجدل .
ثم ابحث وراجع وافحص الكثير والكثير في هذا المضمار.
أؤكد لك إنك فور ان تنتهي من القراءة ستغشاك ملاحظة مؤلمة هي:
أن مصر كانت بالنسبة للإمارات سدا منيعا ومرتقا صعبا يستعصي علي التجاوز، ثم صارت جدارا مشقوقا يمكن المرور عبر بعض ثقوبه، ثم اصبحت الآن قالب زبدة يمكن شرخه بقطعة بلاستيك او تفتيته بأطراف الأصابع، ومع تدافع الأسئلة والحزن والصدمة والحيرة والحنق والإحباط والغيط، ربما تفقد صوابك واتزانك وتغشي الحمى رأسك، فتقفز الي رأسك مقولة أبو جهل الشهيرة وهو يلقي مصرعه علي يد سيدنا عبدالله بن مسعود رضي الله عنه في غزوة بدر ( لقد ارتقيت مرتقى صعبا يا رويعي الغنم).
بكل غيظ وغيرة وطنية سيندفع الي ذهنك سؤال هو:
لماذا وكيف أُسقِط وطننا من عليائه كسد منيع، ودٌفِع به الي قاع هوة سحيقة كقالب زبدة مفتت؟
ومن تسبب في هذا الهوان؟
بكل قسوة ستصطدم رأسك بحقيقة مرة وهي:
هناك طيور جارحة، تستوطن مصر والإمارات وبعض بقاع اخرى قريبة وبعيدة، لا ترضي بأقل من أن تقتلع من وطننا كل حبة قابلة للإنبات، وكل غرسة قابلة للنمو ،وكل شجرة قابلة للإثمار، ليظل خامدا هامدا خاويا منكفئا ذي يد سفلى، ممدودة دوما تسأل الناس إلحافا.
لو تعاملت مع هذه الاحداث خارج هذا السياق، فستكون كمن يتحسس طرف شعرة من ذيل الفيل في الظلام فيتصوره نمله.
كمصري … لا تهن ولا تحزن
فوطنك عبر تاريخه، كثيرا ما انفكأ وانطفأ ثم عاد وانتفض وتلألأ،
حدث هذا مرارا منذ ان شهدت ارضه شقشقة فجر الضمير وميلاد العقل والقيم على الارض برمتها، وحتي لحظة الانكفاء والكبوة المقيتة الحالية.
دروس التاريخ الطويل تقول ان وطننا حتما عائد ولو بعد حين إلى مكانته، كسد منيع ومرتقي يستعصي على التجاوز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى