فراج إسماعيل يكتب :فوبيا مرضية اسمها “الإخوان”
السياسة المصرية الراهنة تعاني فوبيا مرضية اسمها “الإخوان”. كل حدث تفسره على أنه إخوان وذراعها الإعلامي يقوم بالترويج لذلك دون انتباه لهذه الغلطة المستمرة التي تشل قدراتها وتجعلها تصل متأخرة كما حالها مع سوريا اليوم.
مصر أولى بسوريا من غيرها.. ولو عاد صلاح الدين الأيوبي أو السلطان قطز للحياة، لوجه لنا اللوم على هذا التأخير. كلاهما عرف قيمة سوريا وأهميتها لمصر، بينما السياسة الحالية غارقة في فوبيا ليست موجودة في الواقع ولا أثر لها في إنهاء نظام الأسد.
الفصائل التي فتحت دمشق ليست إخوانية، والشرع ليس إخوانيا، وتتبع سيرته الذاتية من دمشق إلى دخوله السجن في العراق، إلى انشقاقه عن البغدادي، ثم سيطرته على إدلب، يؤكد ذلك بصورة قاطعة.
الرياض أدركت هذه الحقيقة وتقبلتها وتساندها بدعم مالي ولوجستي.
الشرع ومن معه يمثلون جيلا ثالثا من الإسلاميين، ليسوا إخوانا، وقد تحللوا من ماضيهم مع القاعدة وداعش. جيل يتعاطى السياسة جيدا بكل معطياتها، يتوافق مع الديمقراطية الغربية، ولا يمانع التوصل إلى تسويات مع إسرائيل قائمة على حل الدولتين.
لا يقدمون سوريا على أنها ” دولة أموية” بل دولة تشبه العلمانية الأردوغانية التركية . كل طائفة تعبد الله على طريقتها. رفع الأذان من مسجد السيدة زينب بصيغته عند أهل السنة والجماعة، لا يناقض ذلك ولا يعني تقديما لسوريا الأموية بعد 50 عاما من الحكم العلوي وسنوات رفع خلالها الأذان بصيغته الشيعية من المقام الزينبي.
هذا التغيير يشير فقط لإنهاء الوجود الإيراني الطائفي، وأن العهد الجديد هو عهد دولة مستقلة بلا تدخلات أجنبية وصراع تنافسي طائفي.
السعودية تواصل اليوم مساعداتها الكبيرة لسوريا ، وتقود محورا سنيا جديدا مع تركيا، التي تعاقدت وفق الصحف الأمريكية على بيع 100 طائرة مقاتلة للرياض من الجيل الخامس، انتاج مصانعها الدفاعية. وهو تطور كبير لتحالف إقليمي كان ينبغي أن نكون ضلعا ثالثا فيه.