لم يـعد الموت ملفتًا….بقلم رأفت المحيا ـ اليمن
لم يـعد الموت ملفتًا كما كان يا امي،
صرنا نراه كل يوم، بل كل ساعة،
لا نقرأه بل نراه عيانا هكذا بدون استحياء،
قبل برهة ليست بالبعيدة رأيت بِام عيني
موتًا يخطف رضيعًا لم تمضِ عن ولادته ثلاثة أيام، خطفه صاروخ لئيم ضاق ذرعا به،
صار الموت بخسا يا امي بل مجانيا صالحا للبيع والشراء ولم يعد كما كان قاسيا ملفتا يفلق الفؤاد شطرين،
فليخطف الموت ما يشاء لا تثريب عليه ولا بأس
إلا إن يخطف روح (ام)
فهذه هو الطامة وهذه هي الصاعقة
هنا تدرك مرارة الفقد وألم النزعة، ويكأن الموت يخطف روحك أنت لا امك،
تالله وايم الله
انني أخشى هذا الموقف وكأنه الوقوف على الصراط،
واتمنى أن تفيض روحي قبل ان ينتشل الموت روحها
كي لا أصدم بهذا الموقف، ربما اسوأ موقف قد يتعرض له المرء هذا
ام غيره فهو مداعبة لتكون صلبا لا أكثر.
نبقۑ أطفالا مهما نهشت السنين أعمارنا
ونبقۑ مشاغبين رغم كبرنا
ما دامت امك أمام عينيك
فهي الوحيدة التي تمنع عنك تقدم الزمن
وهي الوحيدة التي تمنع عنك الوهن والضعف،
فإذا رحلت
شخت وهرمت فجأة
وتسربت الأيام وكأنها في كيس مثقوب.