إليك يا…..،
تحية مبتورة؟ عجبًا! كيف لشخص مبتور الإحساس أن يطالب بسلامٍ كامل؟ لا بأس، لن أعاتبك على نسيان اسمي، فالذاكرة يا عزيزي تحتاج إلى محتوى ذا قيمة لتحتفظ به، وأشك أنك كنت يومًا تمتلك تلك القيمة.
أما عن الشوق الذي تزعم أنه “حروف خداع”، فصدقني، الشوق الذي أعيشه أنا لا يحتاج إلى ورقك الرخيص. الشوق يا هذا يجيء حاملًا حياةً جديدة، لا وعدًا كاذبًا بانطفاء. وردة؟ خاتم؟ يبدو أنك أضعت طريق الزمان وعلقت في مسرحيةٍ قديمة تُعجبك فيها فكرة البطل المكسور الذي لا يجرؤ على دخول المشهد الأخير.
أقولها بصراحة: لا أريد شوقك ولا رسائلك ولا تلك النجوم التي تهديها لغيري في الخفاء، أرجوك احتفظ بها، فقد باتت مستعملة ولا تصلح إلا للعرض في متحف الذكريات البائسة. أما أنا، فقد تجاوزت فضاءك المحترق منذ زمن.
وإن كنت تظن أنك تستطيع إشعال رمشٍ أسود أو حتى ذكرى عابرة، فدعني أوضح لك أن “السواد” الذي تتحدث عنه كان انعكاسًا لحضورك ال… ، وبمجرد غيابك، عادت الحياة مشرقة. حتى المخمرية التي ذكرتها، صدقني، رميتها ليس لانتهاء طيبها، بل لأنها أصبحت تحمل ذكراك التي لم تعد تليق حتى برائحة عطر.
أيها “الباقي بلا بقايا”، عفوًا، نسيت أن أقول لك: احترق بهدوء، فصوت رمادك يزعج نيراني المشتعلة حياة.
التوقيع:
من تجاوزك وتركك تبحث عن ذاتك في الفراغ.
حامد الله ـ اليمن