شقاوة الغياب ـ بقلم محمد القاسمي
*«شقاوةُ الغياب»*
إلي حضرتكِ
وبعد :
في ظلِّ هذا الإغتراب النَّازيُّ :
أكتبُ إليكِ وتجاويفُ الوجعِ تنظحُ بدفقِ الدمعِ المنحدرِ على إيقاعِ معزوفةِ الأنينْ .!
أسيرُ في معابرِ وَلَهيْ زُهاءَ البسمةِ الكسيحةِ ؛ أتلَفَعُ بوهمِ الآتي المخضبٌ
بتعَنُّتِ الغياب .!
أُناديْ عَلَيكِ مِلْءُ الصوتِ ،
ومِلْءُ البَحَّةِ ؛ مازال شرودكِ الأصمُّ هو المجيب ،
ُ ومازالَ تيهيَ المشلولُ هو المنقذْ .!
أتفحَّصُ صَمَهَ صلصالي ؛ تُلامسني رُضُوضُ صمتكِ ،
ونُدوبُ المستحيل .!
أُحاولُ أنْ أنزحَ منِّيْ إليَّ ؛
مِنِّيْ المُتَضَجِّرُ ، نحو إليَّ المُتفاءلُ ؛ تستوقفنيْ خيبتي على حدودِ اغترابي الأرعن ؛ أتَعَثَّرُ بثقوبِ اليأسِ ؛ لأسقطَ منسِيّاً في جُبِّ التَّلاشيْ القاتمْ .!
مازالَ كُنْهُ الفراقِ يلوكُ لحاظيْ ، ويرمينيْ في هذا الَّليلِ الأرجواني ؛ أتسولُ ضحكتيْ على عتباتِ شفاهيْ الجرداء .!
منفيٌّ أنا على حدبةِ المساءِ ؛ أسترضعُ وميضُ همسكِ من بهوِ حنينكِ الأغرْ ..
محمد القاسمي ـ اليمن