إلى كنان بقلم أنسام الجوبعي ـ اليمن
عزيزي “كنــان”
لقد كنت أنتظر رسالتك بفـارغ الصبـر، لـن أنكـر هذا؛ فقد كنت أعلم أنكَ سترسل بالرسالة التي ستزودني بالأكسجين الغير موجود في كل العالم سواك
حروفك تملأ قلبي بفاقاعات من الفرح كالتي يطلقها الأطفال من القنينات المزودة بالصابون ولكن الفرق أن فقاعاتك مـزودة بالحب والحنين والطمأنينة،
بينمـا أقرأ رسـالتك، أحس وكأنني فراشة تحط على كلماتك الوردية كي تصنع منهـا الرحيق، فيالهنـاء قلبي بك، ويالحسن حظي حين اختـارك القدر لي.
الغربة ياعزيزي كنان بعد رسالتك طُبعَ أثرهـا في حرفي فأقول:
الآن حصحص الحب وراودني الشوق عن نفسي وقدَّ الحنين قلبي من أعمـاقه.
هل تعلم ياعزيزي أنني بعد فراقك أعيش بين هذا العالم المزدحم يتيمًا!
بعد رحيلك كل يوم أقف أمـام الساعة أراقب عقاربها التي تلسعني بكل وحشية الانتظــار…
أقف كل يوم أمـام نافذة العشق وأنظر للخـارج علي ألمح طيفك يعبر من جانب حائط الاشتياق مـارًا إلى باب اللقاء،،،، لكن دون جدوى…
أمـا عن الفتـاة هـالة…
فهي قد زُوجت ولم تكن تعلم اسم زوجهـا حتى تم عقد القران، ولـم تكن تعِ الذي يجري، ولم تكن تعلم أنهـا ستلبس الأبيض مـرة أخـرى وبوقت قريب،
لم تكن تعِ مسؤولية الزواج،
كـانت مجرد طفلة فـرحت أنهـا ستلبس الأبيض وتزف عـروسة.
وأمـا عن أبيها فقد كان مـن الآباء المتحجرين التفكير المتخلفين الذي يـزعمون أنهم يسترون بناتهم حين يقومون بتزويجهم في سن مبكرة
وهـم يعلمون جيدًا العواقب الوخيمة التي قد تحدث بعد ذلك، ولكنهم يتغافلون،
وأمـا عن أم الفتـاة ….
فهـي فـي حالة من الضيـاع والشعور بالندم واليأس لأنهـا لم توقف زواج ابنتها الوحيدة؛ فلم يكن ليدهـا حيلة؛ فهي امرأة أيضًا، ولا رأي لامرأة بـوجود رجـل كهذا الأب.
وها قد دفعت الفتاة ثمن تخلف الأب والتفكير المغلوط الذي مازال البعض متمسك به حتى وقتنا هذا….
وسلام على الآبـاء المتقين الله في بناتهم.
*~أنسَــام الجَوبَعي ـ اليمن