فراج إسماعيل يكتب :شعور الهزيمة
كان أبو إبراهيم وجلعاد شاليط الحاضرين الغائبين في الذهنية الإسرائيلية التي تشعر بأن الصفقة هزيمة لابد منها وليس في الإمكان غيرها في مواجهة مقاومة لا تلين ولا تضعف ولا تنزوي لدرجة أن وزير الخارجية الأمريكية بلينكن قال هذا الأسبوع أنها استطاعت تجنيد عدد مساو لعددها قبل الحرب.
في الصورة جلعاد شليط يؤدي التحية لرئيس الوزراء نتنياهو عقب وصوله إلى قاعدة جوية بعد الإفراج عنه عام 2011 بعد خمس سنوات في الأسر.
كان المقابل الإفراج عن عدد كبير من السجناء الفلسطينيين، على رأسهم أبو إبراهيم الذي قاد الحرب الأخيرة واستشهد في شهورها الأخيرة، ويعتبر مهندس الصفقة الحالية.
يخشى المعترضون الإسرائيليون وبعضهم من عائلات الرهائن في غ زة من أن يكون بين السجناء الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم، أبو ابراهيم آخر.. لكن ليس هناك بديل.
كان يوم 18 أكتوبر 2011، يوما تاريخيا في التاريخ الإسرائيلي. وهو يوم إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.. إلا أن الابن الشرعي لذلك اليوم .. الهزيمة التي يتجرعون مراراتها الآن.
كانت تلك هي اللحظة التي تذكرتها السياسية الإسرائيلية عينات ويلف، فمقابل إطلاق سراح شاليط، أفرجت إسرائيل عن 1027 سجينًا فلسطينيًا، بما في ذلك أبو إبراهيم، الذي سيصبح مهندس الصفقة ومهندس هجوم 7 أكتوبر 2023.
في تعبير يائس عن الهزيمة قالت ويلف، النائبة الوسطية السابقة التي أعلنت للتو أنها ستخوض الانتخابات الإسرائيلية المقبلة: “لقد شعر الكثير منا بالارتياح إزاء صفقة شاليط، ونحن نعرف كيف انتهى ذلك”.
ويؤيد معظم الإسرائيليين اتفاق وقف إطلاق النار، الذي إذا تم تنفيذه بالكامل فإنه سينهي الحرب التي دامت 15 شهراً بين إسرائيل وحماس ويحرر 98 رهينة.
لكن شعور الهزيمة الذي عبرت عنه ويلف منتشر أيضًا على نطاق واسع. فمقابل إطلاق سراح الرهائن، من المقرر أن تطلق إسرائيل سراح أكثر من 1000 فلسطيني مسجون الذين قد يكون فيهم أبو إبراهيم آخر.
ويمتد القلق وإحساس الهزيمة إلى أكثر مؤيدي الصفقة حماسة. وفي مؤتمر صحفي عقد يوم الخميس، وصف أودي غورين، ابن عم الرهينة تل حيمي، الذي تحتجز حم اس جثته، الاتفاق بأنه “صفقة سيئة حقا” لكنه ما زال يؤيد الاتفاق.. فليس هناك ما هو متاح غيره.
“لا توجد طريقة أخرى. وهذه هي الطريقة التي تعمل بها المفاوضات. تحتاج إلى إعطاء شيء ما للحصول على شيء ما”.
وقد أظهرت استطلاعات الرأي خلال الأشهر الأخيرة باستمرار أن غالبية الإسرائيليين يؤيدون التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن.