طه خليفه يكتب : العقلية العربية الحاكمة شديدة التخلف.

خرج النظام البعثي الحاكم في سوريا بعد حرب 67 يزعم أنه انتصر!.
كيف هذا الانتصار، رغم الهزيمة القاسية، وسقوط الجولان في قبضة إسرائيل خلال ساعات؟.
برر البعثيون ذلك بأن النظام في دمشق لم يسقط، وأن إسرائيل فشلت في ذلك.
هذه هى العقلية العربية الحاكمة شديدة التخلف.
اليوم، وبعد التوصل لاتفاق وقف النار، وقبل تنفيذه الأحد القادم، بدأت حماس وأنصارها وعناصر التيارات الراديكالية؛ دينية وقومية وغيرها، يتحدثون عن الانتصار في غزة.
كيف ذلك؟.
لأن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها، وضمنها القضاء على حماس.
هل بعد كل هذا الخراب الذي لم تشهده فلسطين منذ إطلاق أول رصاصة صهيونية في مخطط الاحتلال تتحدثون عن انتصار وعن أهداف لم تتحقق.
ألم يكفكم 200 ألف فلسطيني بين شهيد ومفقود وجريح؟.
ألم يكفكم نحو 80% من بيوت ومنشآت غزة صارت أطلالاً؟.
ألم يكفكم تدمير المدارس والمشافي ومرافق الكهرباء والمياه والصرف والمخابز والشوارع والطرق والحدائق والمساجد والكنائس وكل المباني والمرافق العامة والخدمية وهو تدمير منهجي مقصود؟.
ألم يكفكم أن غزة عادت مائة سنة إلى الوراء؟.
بقاء حماس وعناصرها، أم حياة أهل غزة الأبرياء الذين لايُؤخذ رأيهم في دخول المواجهات والصراعات والحروب ويصيرون ضحايا لقادة حماس أصحاب القرار أو للعواصم الإقليمية التي تُوجه حماس وتدفعها للحروب؟.
نلوم وبشدة بالغة قادة حماس، وليس عناصرها ..
هؤلاء القادة هم من تسببوا في تقديم غزة بأهلها وناسها ومرافقها هدية مجانية لإسرائيل لتسحقها سحقاً وتمحوها محواً.
ليفرح أهل غزة بوقف النار، ووقف الموت، ووقف الخوف، ووقف الفزع، ووقف التشريد، ووقف التجويع، ووقف نهش الكلاب لجثث الشهداء، ووقف الأمراض، ووقف حماقات قادة حماس.
هذه الحماقات يجب أن تتوقف إلى الأبد.