فراج إسماعيل يكتب :محطات مهمة للغاية

نتوقف عند محطات مهمة للغاية بدأت بالإفراج عن الأسيرات الإسرائيليات الثلاث وبعد ذلك بساعات عديدة تأخرت إلى ما بعد منتصف الليل الأسرى التسعين الفلسطينيين.
أهم المحطات انتشار مقاتلى المقاومة بأسلحتهم وزيهم العسكري.. حول الحافلة التي أقلت الأسيرات في ساحة السرايا وسط غزة. واضح أن الأسيرات وهؤلاء المقاتلين جاءوا من شمال القطاع الذي تزعم إسرائيل أنها قضت عليه تماما، وأنشأت محور نتساريم لعزله عن الجنوب، وكانت تنفذ فيه ما يسمى بخطة الجنرالات، التي وضعها الجنرال السابق في الجيش الإسرائيلي “جيورا آيلاند” وتبناها جنرالات الجيش ونتنياهو، ومن معالمها طيلة الشهور الماضية تهجير قسري لسكان الشمال نحو الجنوب أو إبادتهم بفرض حصار كامل على المنطقة، بما في ذلك منع دخول المساعدات الإنسانية، لتجويع من تبقى من المدنيين، وكذلك المقاومين ووضعهم أمام خيارين إما الموت أو الاستسلام.
هؤلاء المقاتلون قادمون من الشمال كأنهم كانوا في كوكب آخر..هندامهم نظيف. قوامهم ممشوق. قوتهم في قمتها. وهؤلاء الأسيرات بكامل صحتهن وعافيتهن حتى أن ماندي داماري أم الأسيرة إيميلي أصدرت بيانا عبر منتدى الرهائن والعائلات المفقودة قالت فيه: “إنها في صحة أفضل بكثير مما توقعه أي منا على الإطلاق”.
كأنها لم تكن في الأسر 15 شهرا أعادت إميلي تنشيط حسابها على Instagram، وأنشأت منشورًا ذكرت فيه أنها مليئة بالحب والامتنان، وأنها عادت إلى أسلوب حياتها المحبب.
المحطة الأخرى تمثل عنصرية وهمجية الجانب الإسرائيلي والعدوانية واللا إنسانية. تركوا الأسرى الفلسطينيين ساعات طويلة إلى وقت متأخر من الليل في سجن عوفر الذي جمعوهم فيه من السجون المختلفة. سبقوا ذلك بحملات على بيوتهم وإرهاب لعائلاتهم وإجبارهم على التوقيع على تعهد بعدم الاحتفال والفرحة. وفرضوا إجراءات على كل بيت بألا يكون فيه عند عودة الأسير أو الأسيرة سوى أقارب الدرجة الأولى فقط.
بخروج الأسيرات تمت على الفور مقارنة صورهم عند القبض عليهم بصورهم عند الإفراج، كما لوحظ في حالة أسيرة خمسينية، أعتقلت منذ شهور قليلة، كان التغير في ملامحها صادما وعزت ذلك للمعاملة بالغة السوء المقرونة بالسباب والشتائم والتعذيب البدني.
ولمجرد أن غرد عضو الكنيست أيمن عودة على موقع X بأنه سعيد بعودة الرهائن والأسرى بدأت إجراءات فورية لعزله لأنه كتب في البوست:
“سعيد بالإفراج عن الرهائن والأسرى. ومن هنا، يجب أن يتحرر كلا الشعبين من عبء الاحتلال. لقد ولدنا جميعاً أحراراً”.
المحطة الثالثة هي هذا الشعب الفلسطيني الذي عاد لحياته الطبيعية في الأسواق بسرعة هائلة كما في سوق عمر المختار في رفح أمس واليوم.