صلاح الباسل يكتب:هوس ترامب
هذا الرئيس يمتاز بتصريحاته المثيره للجدل فمنذ ان تولى في الفتره الاولى اخذ يروج لما يسمى صفقه القرن ثم الدين الابراهيمي وله تسريحات كثيره تدعو للسخريه اكثر منها للجدل.
اما في هذه الحقبه او الفتره فمن بين تصريحاته العجيبه والغريبه ضمه او احتلاله لجرين لاند ثم تلويحه بضم كندا ثم ادعائه مقدرته على استعاده قناه بنما وصولا الى حديثه عن تهجير غزه المنتصره التي مرغت انف الصهاينه..
بالرغم من ان تصريحه لم يمضي عليه سوى سويعات قليله الا وجاء رد نائب جمهوري مثل ليندسي جراهام قائلاً ان فكره ترامب ارسال سكان غزه ليعيش في مكان اخر فكره غير عمليه وغير واقعيه.
مشكله ترامب يريد ان يجمع بين تاييد صهاينه امريكا وامريكا العميقه بالرغم من ان برنامجه الانتخابي امريكا اولاً وهنا يبدر للمرء عده اسئله..
هل قام بهذا التصريح الغير عملي والذي لن يطبق ولا يستطيع هو او اعتى القوه تطبيقه هل هي عمليه تسكين او تثبيت لنتاياهو لكي يستكمل بقيه الاتفاق المرير في حلق الصهاينه ام هي عمليه نفسيه يريد ان يسحب بها الدافع عن نفسي والزهو بفرحه الانتصار لدى اهل غزه وجميع الاحرار المؤيدين لحق فلسطين المشروع..
تصريحه ينص على تهجير غالبيه اهل غزه الى الاردن ومصر اما الاردن فقد جاء رد قاطع على لسان وزير خارجيتها ان الاردن للاردنيين وفلسطين للفلسطينيين وهذا رد قاطع على تصريح ترامب الذي لن ينفذ ولد الاردن مشاكل داخليه كثيره تمنعه من استقبال اي لاجئين بالذات من فلسطين سواء من غزه او الضفه ولكي لا ننسى ان الاردن نفسها رفضت قبول اسري اردنيين مفرج عنهم من سجون الاحتلال ضمن الصفقه بالامس وتم ابعادهم الى اماكن اخرى فكيف تستطيع ان تقبل بمهجرين..
اما الرد المصري فاعتقد ان السيسي نفسه صرح في مؤتمره الصحفي مع المستشاره الالماني في بدايه حرب غزه ان اسرائيل تستطيع ان تاخذ سكان غزه الى النقب او الى اي مكان آخر حتى تنتهي كما قال من عمليه القضاء على ما يسمى الارهابيين وهو يقصد المقاومه وهذا التصريح يوضح تماماً ان مصر لا تستطيع قبول اي من اهل غزه في سيناء.
قد يقول البعض وكيف يتعارض هذا مع ما قاله نفس الرئيس وهو يجلس مع ترامب انه يؤيد ويدعم صفقه القرن ثم عاد وقال ما هي صفقه القرن في احد المؤتمرات الشبابيه..!!
لو دققنا لوجدنا فارق زمني بعيد بين التصريح الاول او الضوء الاخضر الاول والوقت الحالي والضوء الاحمر لقد مضى ثمان سنوات على ذلك التصريح تغيرت فيها اشياء كثيره منها حرب اوكرانيا منها جائحه كورونا منها تغير موازين كثيره عالمياً هو في المنطقه ابسطها تغيير النظام السوري برمته من الجذور ثم ناتي الى هم نقطه وهي انتصار غزه فلن يقبل المنتصر ان يفرض عليه المهزوم الشروط التي رفضها قبل الحرب اصلاً واساس الحرب سببها الارض فكيف سيترك المقاوم وخلفه الشعب ارضهم التي قاتلوا وقتلوا واستشهدوا عليها هذا شيء مستحيل..
شيء اخر للاردن ولا مصر تستطيع ان تستقبل اي عدد من فلسطين سواء من الضفه او من غزه لاسباب كثيره لا داعي للخوض فيها..
كلمه اخيره للجميع وليتنا ندقق في هذه الكلمه وهي لو كانت امريكا بقياده بايدن الذي كان صهيوني اشد صهيونيه من ترامب تنفيذ هذه الصفقه لفعلتها ولو رغم انف واراده مصر وقامت بهجوم مفتعل تحت اي زريعه على سيناء واحتلال الجزء المراد تهجير الناس اليه ثم يبقى الحال على ما هو عليه ولكن بايدن لم يستطيع لانه في موقف ضعف وايضاً ترامب نفسه لا يستطيع لان الظروف تغيرت.
الا ترى ان مجرد ميليشيا تسمى الحوثي استطاع ان يغلق البحر الاحمر وان يقصف فرقاطات وحاملات طائرات امريكيه ومعها بريطانيه وفرنسية في تحدي واضح لاولئك المدعين انهم قوه عظمى او كبرى بل ذهب الى ابعد من ذلك بقصف اسرائيل وتل ابيب بالصواريخ الفرط صوتيه والمسيرات بل وصل انه قصف حامله طائرات في الخليج العربي في اقصى الشرق منه..
خلاصه القول ان تصريح ترامب لا يدعو اصلا للمناقشه ولا التفكير فهذا رجل يتحدث بلغه التجار ولديه مشكله انه يقول كل ما يفكر فيه حتى لو كانت فكره عابره هل نسيتم ما قاله عن جائحه كورونا عندما طلب الناس بشرب المطهرات لتجنب مرض كورونا كلام لا يقوله حتى معتوه..
لا تعيروا ذلك المعتوه ادنى اهتمام ولكنه سيجبر على تنفيذ اهداف المقاتل المنتصر ولن ياخذ بالمكر او الخيانه او العماله ما فشل ان ياخذه بالطرق العسكريه..
النتيجه النهائيه غزه انتصرت وامريكا ومعها اوروبا واسرائيل وبعض العملاء العرب فشلوا تماماً وهزموا هزيمه ساحقه اما صفقه القرن فقد ولت ادراج الرياح مع الدين الابراهيمي.
لا تتوقفوا كثيراً عند تصريحات ترامب ولا تهتموا بكثير مما يقوله.
ولكن من الواضح ان هناك صراع قوي بين الصهاينه والعميقه الامريكيه وان هناك دول في المنطقه سيتم زياده خنقها إقتصادياً وعلى الجميع التحمل لان القادم ليس كما مضى ولكن دماء غزه ستغير موازين العالم بل هي بدات في تغييره من كافه النواحي سياسياً اقتصادياً وعسكرياً..