وحيد عيادة. يكتب : شاي بالياسمين؟

الشاي: المشروب الوحيد اللي يعرف يقرأ أفكارك!
بيقولوا إن الشاي مشروب المزاج، لكن الحقيقة التي لا يريدك أحد أن تعرفها هي أن الشاي مشروب بوشين، منافق، جاسوس اجتماعي بدرجة مخبر سرّي! يغيّر طعمه حسب القعدة والموجودين معاك، وكأنه عنده ميزة الـ GPS العاطفي، أو نازل بتحديث جديد يخلّيه يحلل الأجواء ويقرر لو هيبقى شاي ملكي ولا مياه صفرا من عربية فول عمي صبحي اللي في اخر الشارع !
الشاي مع الأصحاب: سحر بفلتر المحبة!
لما تشرب الشاي مع صحابك، بتكتشف إنه مشروب من الجنة، حتى لو البُكْرة بتاع السكر وقع جواه وتحول (مولاسا) عسل اسود يعني ! عادي، المهم إن القعدة حلوة والضحك شغال و يا سلام لو شوية غيبة و نميمة يخلوا القعدة حرشة و اللا لو تجيب في سيرة الناس اللي انت و اللا انتي مش طايقاهم و اول ما تشوفوا بعض هاتك يا بوس و احضان !!!
الشاي مع الصحاب حتى لو طعمه زي مياه الحنفية بعد ما اتعركت مع السباك، هتشربه وانت بتقول: “ياااه، ده أحلى شاي في حياتي!” وهوب… فجأة تلاقي صاحبك بيقول: “ده الشاي خلص، حد يقوم يجيب تاني؟” فتبدأ الكل يزوغ من الموضوع كأنهم مطلوبين أمنياً!
الشاي مع الحبيب(ة): من لذّة السكر إلى طعم الخيانة!
في أول العلاقة، الشاي بيبقى تحفة، بتحس إنه معمول بمية زمزم وبنعناع مستورد من سويسرا، حتى لو أصله فتلة رخيصة من بقالة آخر الشارع. لكن بعد شوية؟ آه يا ندم… فجأة الشاي بيبقى زي العلاقة نفسها، مرة وساخنة أكتر من اللازم! تبدأ تشربه وانت بتقول لنفسك: “هو الشاي اللي باظ ولا العلاقة نفسها محتاجة إعادة ضبط مصنع؟”
الشاي مع حماتك : الطعم اللي يجيب اكتئاب!
قعدة الحماة دي ما ينفعش تتاخد باستهتار، لأن أي غلطة ممكن تبقى آخر كوب شاي تشربه في حياتك! لو قلت: “إيه ده، ده الشاي تحفة!” هترد: “آه، عشان مش مراتك اللي عملته!” ولو قلت: “ناقصه سكر شوية”، هتشوف نظرة معناها إن في حد من العيلة هيتشال قريب! الحل الوحيد إنك تشربه في هدوء، وتبتسم كأنك في برنامج وثائقي عن الحياة البرية، بينما عقلك بيسأل: “إزاي ممكن أخرج من القعدة دي من غير ما أتحول لقضية رأي عام؟”
الشاي مع المدير: شاي بالكافيين… ومعلقة من الرعب!
الشاي مع المدير مش مجرد مشروب، ده أقرب لطقوس استجواب في أمن الدولة! مهما كان الشاي مضبوط، هيبقى طعمه زي البارود، لأن مخّك مشغول بحاجة أهم: “هو عايز يقولي إيه؟ ليه استدعاني لوحدي؟ هل هي ترقية ولا استغناء عن خدماتي؟ و اللا في حد ضربني زومبة عند المدير ؟ هل الشاي ده آخر وجبة مجانية لي في المكان؟” وفي الآخر، بعد ما المدير ياخد رشفه ويقول: “كويس، مش كده؟” ترد عليه وانت مبتسم ابتسامة الخوف: “جميييل جدًا يا فندم، حضرتك عندك لمسة سحرية في الشاي! و حتي يافندم طريقتك في شرب الشاي فبها ابتكار و ابداع، بينما قلبك بيضرب طبول الحرب!
الشاي مع أهل العروسة: امتحان آخره مش معروف!
لو فاكر إنك رايح تشرب شاي عادي عند أهل العروسة، فأحب أقولك: “يا حبيبي، انت داخل امتحان أوسع من الثانوية العامة!” كل حاجة محسوبة عليك، طريقة مسك الكوباية، عدد الرشفات، وحتى لو عرّقت وانت ماسكها، ده تحليل لوحده! تشربه بسرعة؟ يبقى راجل مستعجل ومش بيعرف يقدّر النعمة! تشربه ببطء؟ يبقى راجل معقّد وعنده وسواس قهري! وفي الآخر، مهما كان أداؤك، النتيجة واحدة: “إحنا هنديك فرصة تانية، بس المرة الجاية تعال من غير كسوف!”
الشاي وانت لوحدك: لحظة اكتشاف الذات!
هنا بقى، الشاي بيكشفلك الحقيقة العظمى: الطعم دايماً واحد، بس إحنا اللي بنغير نظرتنا ليه! لما تشربه وانت قاعد لوحدك، تحس إنه طبيعي جدًا، لا فيه سم ولا فيه سكر زيادة، مجرد كوب شاي عادي جدًا! ودي اللحظة اللي تدرك فيها: “مش الشاي اللي بيختلف… دي الناس اللي بتغيّر الطعم!”
وفي النهاية…
مهما كان طعم الشاي، اشربه وانت مستعد للمفاجآت، لأن الحياة مليانة بكوبايات شاي… بس قليل منها اللي تشربه وانت مطمئن إنك مش داخل على مؤامرة من مؤامرات عفاريت الإنس و الجان !؟