فراج إسماعيل يكتب :الذباب الإلكتروني العربي

الذباب الإلكتروني العربي سخر بدون علم من بيت الشعر الذي قاله أبو ابراهيم في برنامج قناة الجزيرة الوثائقي: وللحرية الحمراء باب.. بكل يد مضرجة يدق. وهو بيت من قصيدة “نكبة دمشق” لأمير الشعراء أحمد شوقي التي ألقاها في حديقة الأزبكية عام 1926 دعما لمقاومة دمشق التي دمرها الهجوم الوحشي الفرنسي.
دمشق نهضت وقامت وظلت قلب العرب النابض.. كرامة الشعوب وهويتها وبقاؤها وحريتها ثمنها غال لا يدفع إلا بالدماء الطاهرة.
واليوم الاثنين 27يناير 2025 منذ الصباح يدق أبناء غزة أبواب الشمال بأيديهم المخضبة بدماء ضحاياهم. يسيرون على أقدامهم من 10 إلى 20 كيلو مترا برجالهم ونسائهم وأطفالهم وهم يعلمون أنهم لن يجدوا ديارهم، فقد سويت بالأرض، وقد يكون بعضهم فقد كل عائلته كما في حالة الفتاة التي تحدثت لوسائل الإعلام، وقد لا يجدون الطعام والماء.. ولكنها الأرض والوطن.. الثمن باهظ لكن الهدف لا يقدر بثمن.
ستعود غزة وتستمر نابضة بالحياة كما عادت عاصمة الأمويين بعد قصيدة شوقي. المدن تعيش بأبنائها وليس بمبانيها.