رؤي ومقالات

وحيد عيادة يكتب : الحروب الناعمة !

لو كان العالم مسرحًا، لكانت الستات نجومه اللاتي يقدمن عروضًا درامية ببراعة تجعل حتى الحج شكسبير الله يرحمه و يفشفش الطوبة اللي تحت دماغه يشعر بالغيرة !

بداية من كليوباترا وصولا إلي شخصيات مسلسلات رمضان، صراع الستات كان دائمًا العنصر الأساسي في أي قصة درامية. لكن الفرق بين الدراما والواقع هو أن الستات في الحياة الحقيقية مش محتاجين مخرج أو نص، اي و الله زمبؤلك كدا ..فهنَّ قادرات على كتابة السيناريو وإخراجه لوحدهم كدا ( مهارة داخلية يا اخواتى). إنها كوميديا سوداء، ضحكات صفراء على السطح، وحكايات ملونة تحت الماء. واحنا بقي نغني ذي عبد الحليم ( إني أغرق أغرق ) وكما يقال: “دا شغل ستات!”

صراع الستات: من شكسبير إلى رمضان

صراع الستات مش حاجة جديدة، يا سادة! حتى الرجل الطيب شكسبير نفسه كان عارف يا قلب امه أن الدراما الحقيقية تبدأ عندما تدخل الستات إلى الساحة. في مسرحية “ماكبث”، قدمت لنا الليدي ماكبث اللي يخرب بيتها نموذجًا لامرأة مستعدة لفعل أي شيء للوصول إلى السلطة. كانت تدبر المؤامرات وتلعب لعبة العقل والقلب في آن واحد. وفي مسرحية “عطيل”، كانت إيميلا ضحية لصراع الستات الذي دار بينها وبين ديدمونة.

أما في الدراما الحديثة، فمسلسلات مثل “لن أعيش في جلباب أبي” وغيره قدمت لنا نماذج لصراع الستات في العمل والحياة. هذه المسلسلات صورت الستات وهن يلعبن أدوارًا معقدة بين الغيرة والمنافسة، وبين الضحكات والدموع. وفي النهاية، الفائزة هي التي تعرف كيف تلعب اللعبة بحنكة. وكما يقول المثل: “دا شغل ستات!”

الغيرة: الوقود السري للصراع

الغيرة هي الوقود الذي يشعل نار الصراع بين الستات. قد تبدأ الحرب الباردة بمجرد أن ترى إحداهن الأخرى ترتدي فستانًا جديدًا، أو تحمل حقيبة ماركة فاخرة، أو حتى تتحدث مع المدير أو المسئول لفترة أطول قليلًا. أو قد يكون السبب ببساطة أن الله حباها بجمال وأنوثة تجعل الآخرين يشعرون أنهم “مش لاقيين حاجة يعملوها في الحياة!” غير التفكير و التدبير و التخطيط ..

و في الشغل بقي تتحول الستات إلى “فراعنة” صغيرات ( كتاكيت يا اخواتي )، كل واحدة تسعى لتثبت أنها “ملكة الشمس”، بينما تعتبر الباقيات مجرد تابعات. لكن الفرق هو أن الفراعنة كانوا يبنون الأهرامات، أما الستات دلوقتي يبنوا مؤامرات سرية في الكافيتريا أو النادي أو حتى على السوشال ميديا.

يقول المثل المصري: “الست اللي بتغار منك مش بتكرهك، هي بس عايزة تكون انتي!” فإذا سمعتِ كلامًا سلبيًا عنكِ، اعلمي أن ذلك نابع من إعجاب الطرف الآخر بكِ لدرجة الرغبة في أن تكون مكانك. الغيرة ليست فقط حول المظهر، بل تمتد إلى العمل أيضًا. فعندما ترى إحداهن زميلتها تتقدم بسرعة في العمل و تتقلد منصبا مهما ، تبدأ بقي في التساؤل: “هل هناك أسباب خفية وراء نجاحها؟” اوبااااا بقي و افتح يا معلم القوس ع الأخرى و حط الف سؤال و سؤال و هكذا تبدأ المؤامرات والحروب النسائية اللي ممكن توقع استراليا في اسبانيا رغم البعد الجغرافي الفظيع !

مؤامرات تحت الماء: فن التدبير

الستات في العمل يُجيدن فن “التدبير”، وهو ليس مجرد كلام عابر، بل علم بحد ذاته و حياة النبي لو الوقت دا قضوه في الابتكار و الابداع لكنا طلعنا فوق للقمر ،، لا بس احنا جبارين احنا جبنا القمر ع الباب و اسألوا فايزة أحمد . المهم يا سيدى التدبير دا قد يكون إيميل رسمي، أو شكوى للمدير، أو حتى ابتسامة مزيفة في الاجتماع. الستات قادرات على خلق مؤامرات من تحت السطح، حيث يجلسن معًا، يتبادلن الضحكات والقبلات والأفشات، ثم تذهب كل واحدة لكتابة تقرير سري جبار قد يحرك الأسطول الأمريكي لمواجهة الصين!

الخلاصة: الستات ملوك الدراما

الستات في العمل وفي الحياة عمومًا هنَّ ملوك الدراما. يستطعن خلق دراما من أي موقف، ويلعبن أدوارًا متعددة في نفس الوقت: الصديقة، العدو، الحبيبة، الكاتبة، والمخرجة و المغلوب على أمرها ، و الضعيفة يا عيني ، ورغم كل الصراعات، يستطعن العيش معًا، والضحك معًا، وتبادل القبلات و الاحضان و هاتك يا بوس رغم القلب اللي فيه نار يا حبيبي نار علي رأي عبد الحليم .. فإذا كنتِ امرأة، اعلمي أنكِ جزء من مسرحية كبيرة. وإذا كنتَ رجلًا، فحاول الابتعاد عن هذه اللعبة، لأنك لن تستطيع اللعب بها مثل الستات!

خاتمة: دعوة للصلح والأخوة
في النهاية، لا بد من التذكير بضرورة نبذ الخلافات والمؤامرات، والتمسك بأخلاق الإسلام التي تدعو إلى المحبة و تجنب الغيرة والحسد، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب”

فليكن شعارنا دائمًا في كل المؤسسات، وخصوصًا التعليمية والرياضية: الصلح أولى، والمحبة أقوى، والأخوة هي الأساس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى