البعد الصوفي في زجلية “الدربالة” للزجالة المغربية بشرى الغفوري من إنجاز ………٠ الناقد المغربي سعيد محتال
البعد الصوفي في زجلية “الدربالة”
للزجالة المغربية
بشرى الغفوري
من إنجاز
الناقد المغربي
سعيد محتال
مقدمة:
تعتبر قصيدة “الدربالة” للزجالة المغربية بشرى الغفوري نصًا شعريًا عميقًا يحمل في طياته دلالات فلسفية وروحية تتجاوز الوصف الظاهري لقطعة قماش بالية، من خلال رمزية “الدربالة”، تستكشف الزجالة من خلال مسيرتها الأدبية مواضيع تتعلق بفناء الدنيا، وتغير الأحوال، وقيمة الزهد، والحنين إلى الماضي الجميل. هذه المواضيع المتجذرة في التراث الصوفي، تضفي على القصيدة بعدًا روحيا عميقًا وتجعلها تتجاوز حدود الوصف المادي إلى رحاب التأمل الفلسفي.
قصيدة الدربالة قصيدة زجلية بلهجة عامية مغربية، تحمل في طياتها صورًا شعرية قوية ومعاني عميقة. تتحدث عن تحولات الزمن وتغير الأحوال، مستخدمة رمز “الدربالة” كاستعارة للحياة والقيمة.
ورد في تاج العروس : الدّربالة : ثَوبٌ خَشِنٌ يَلْبَسُه الشَّحّاذُون وبه كَنَوْا أبا دِرْبالَةَ وهي عامِيةٌ.
اشتهر هذا النوع من اللباس لدى العديد من أهل التصوف والزهد، منهم المعروف لدى كل المغاربة عبد الرحمن المجذوب ابن عياد بن يعقوب بن سلامة الصنهاجي الدكالي، من مواليد 1503م – توفي في 1568م، لقب المجذوب أطلقه عليه أهل زمانه، وبقي معروفا به إلى الآن، فهو شاعر صوفي مغربي. الكثير من قصائده وأمثاله الشعبية متداولة في جميع أنحاء بلاد المغرب العربي. ترك من الأزجال ذخيرة (خصوصا مايعرف بالرباعيات).
والفقيه جمال الدين محمّد المسراتي القيرواني المعروف بصاحب الدّربالة( توفي سنة 932 ﻫ / 1526 م) ، وهو أحد أشهر أولياء القيروان في نهاية العهد الحفصي.
وكذا الشيخ المجاهد و الولي الصالح الشريف الحسين بن ادريس المغربي توفي عام 924 ه ، المعروف بسيدي (بودربالة) وكان من أبرز المجاهدين أن ذاك .
اشتهر الولي الصالح بودربالة بعلمه في الدين و تعليمه إياه فكان فقيها غنيا متصدقا بماله كان دائع الصيت سيدا في قومه عرف بعفته وزهده وورعه وشجاعته..
لذا، تعد قصيدة “الدربالة” أكثر من مجرد وصف لقطعة قماش، فهي تحمل في طياتها دلالات نفسية واجتماعية وفلسفية عميقة:
دربالة بالية
كتباع فالبال
لي يشدها كيرميها
معرفوهاش
كانت بشانها عند مولاها
“كتباع فالبال”: هذه العبارة تحمل معنى استعاريًا، حيث أن الدربالة تُباع في” البال”( مكان مخصص في السوق لبيع الملابس البالية )، هذا يشير إلى تدني مكانتها وإهمالها من قبل الناس:
“لي يشدها كيرميها”: هذه العبارة كناية عن عدم تقدير قيمة الدربالة، فكل من يمتلكها يتخلص منها بسرعة. مما يعكس حالة الإهمال وعدم الاكتراث التي تعاني منها الدربالة.
المفارقة هو أن الناس “معرفوهاش كانت بشانها عند مولاها”: هذه العبارة تحمل مفارقة واضحة، حيث كانت الدربالة ذات قيمة عالية عند صاحبها في الماضي، ولكنها الآن مهملة ولا قيمة لها. هذه المفارقة تبرز التغير في وضع الدربالة وتثير مشاعر الحنين إلى الماضي.
يمكن اعتبار “الدربالة” رمزًا للذات التي تتغير وتتبدل بمرور الزمن. فكما تفقد الدربالة بريقها وقيمتها، كذلك يفقد الإنسان هويته وشخصيته بفعل عوامل خارجية أو داخلية.
“بالية” و “بشانها”: هنا تبرز الزجالة تضادا بين حالة الدربالة الحالية (بالية) وحالتها السابقة (بشانها) ( معنى ذلك ذات قيمة). هذا التضاد يوضح مدى التغير الذي طرأ على الدربالة ويبرز فقدانها لقيمتها.
تعكس الابيات الخوف الإنساني من الزمن وتأثيره على الجمال والشباب والقوة. فالشعور بالزوال والفناء هو شعور إنساني عميق. مما يعكس واقعًا اجتماعيًا مريرًا،ةحيث يتم إهمال الأدوات والأشياء القديمة بعد انتهاء صلاحيتها، دون تقدير لتاريخها وقيمتها السابقة.
ولعل الحنين إلى الماضي الجميل والذكريات السعيدة هو أهم شعور يتجلى في القصيدة، حيث يتمثل في وصف الدربالة في حالتها الأولى وهي مطرزة بالذهب:
كانت مطرزة
بخيوط الذهب
حكروها
لي شافها كيتعجب
ولي جى كياخد
منها طرف وينهب
“كانت مطرزة بخيوط الذهب”: هنا، يتم استخدام الذهب كرمز للجمال والثراء. المطرزة بخيوط الذهب تعطي صورة لشيء ثمين وجميل جداً.
تمثل الخيوط الذهبية الجودة والنقاء، وهو ما يميز الدربالة عن غيرها. ولكن مع مرور الوقت، تتآكل هذه الخيوط وتفقد الدربالة بريقها.
“حكروها” كلمة “حكَروها” تعني قلّلوا من شأنها وأهانوها.
“اللي شافها” و “اللي جى”: تكرار كلمة “اللي” (الذي) يعطي إحساساً بالعمومية والشمول، أي أن كل من يرى هذا الشيء يتأثر به.
“كيتعجب” و “كياخد منها طرف وينهب”:
هنا يوجد تضاد بين الإعجاب والاستيلاء. فالإعجاب يدل على التقدير والاحترام، بينما أخذ الطرف والنهب يدلان على الاستغلال وعدم الاحترام.
استخدام الأفعال المضارعة بكثرة (“كيتعجب”، “كياخد”، “ينهب”) يعطي إحساساً بالاستمرارية والتكرار.
وهذا يعكس تآكل الدربالة والشعور بفقدان قيمتها الشعور بالوحدة والعزلة الذي يشعر به الإنسان في مراحل معينة من حياته:
مابقات ليها قيمة
ولات دربالة قديمة
هذي حالك اَلدربالة
حتى وليتي دربالة
ينطوي النص الشعري “الدربالة” على رمزية عميقة تتجاوز المعنى الحرفي للكلمة. فالزجالة استخدمت صورة “الدربالة” كاستعارة لوصف تحولات الزمن والحياة، وكيفية تآكل القيم والمعاني بمرور الوقت:
كان كيلبسك
مولاك فرحان وهاني
وعمر ثوبها
ما كان فاني
ولا منو
كان كيعاني
يرمز المولا إلى القوة، الحماية، والقيمة. فهو من يقدر الدربالة ويحافظ عليها. ولكن مع تغير الزمن، تتغير قيمة المولا وتأثيره، وتفقد الدربالة قيمتها معه.
“مولاك فرحان وهاني”: هذه العبارة كناية عن السعادة والرضا. فالفرح والهناء صفتان تدلان على حالة نفسية جيدة وراحة بال.
وتبقى الدربالة في النص أكثر من مجرد قطعة قماش. فهي رمز للحياة، للشخصية، للقيمة، وللجمال.
“عمر ثوبها ما كان فاني”: تشبه الشاعرة هنا عمر الثوب بأنه ليس فانياً، أي أنه طويل الأمد وذو قيمة. هذا التشبيه يوحي بالاستقرار والأمان والرخاء، حيث أن الثوب الذي يدوم طويلاً يدل على حياة مريحة وهانئة “ولا منو كان كيعاني”، أسلوب النفي هنا للتأكيد على خلو حياة صاحب الثوب من المعاناة والألم. هذا النفي يعزز صورة الشخص السعيد والهاني.
لكن، لاحظ كيف تتغير حالتها من قطعة قماش ثمينة مطرزة بالذهب إلى قطعة بالية مرمية في التراب، لتعكس بذلك دورة الحياة وتغير الأحوال:
تمرمدتي
الدربالة كالغيسة
فالتراب
من يد ليد
حتى وصلات
لكراب
وصف حالة الدربالة وهي ملطخة بالتراب يزيد من واقعية المشهد ويجسد معاناة هذه الأداة.
حيث يرمز التراب إلى النهاية، إلى الزوال، وإلى فقدان القيمة. فهو المكان الذي تنتهي إليه الدربالة بعد أن كانت قطعة ثمينة. تنتقل من اليد إلى اليد، لتعبر هذه العبارة عن انتقال الدربالة من يد إلى يد، أي انتقال القيمة من شخص لآخر. ولكن مع كل انتقال، تفقد الدربالة شيئاً من قيمتها؛
تشبه الزجالة الدربالة بالغيسة ( أي الطين: التراب الذي اختلط به الماء فأصبح كالعجينة.). هذا التشبيه يوحي بأن الدربالة لا قيمة لها، لا تجلب الا الوسخ والتعفن..
لكنها كما تقول الزجالة:
“تمرمدتي” بمعنى تلطخت أو تدهورت. هنا، تحمل معنى استعاريًا يشير إلى معاناة الدربالة وتعبها من كثرة الاستعمال وكثرة الانتقال من يد إلى يد. تلطخت بالتراب، كناية عن الجهد المبذول. وطول الوقت..
وهذا يشير إلى أن الجمال والقيمة هما أمران نسبيان يتغيران بمرور الوقت. فما كان ثميناً في يوم من الأيام قد يصبح بلا قيمة في يوم آخر.
كما يعكس تغير الأحوال البشرية، وكيف أن الأشخاص والأشياء يفقدون قيمتهم بمرور الوقت.
زد على ذلك إشارة إلى فقدان الهيبة والاحترام الذي كان يتمتع به المولا، وكيف أن هذا الفقدان أدى إلى فقدان قيمة الدربالة. التي وقعت في الأخير بيد ” الكراب ” الڭراب”، هو ساقي الماء في المغرب كان يتواجد كثيرا في الساحات العمومية، كانت هذه المهنة لها أهمية في الماضي، إلا أنها مهددة بالاندثار الآن.
كربة الماء، أو القربة، هي وعاء تقليدي مصنوع من جلد الماعز أو الخراف، ويستخدم لحمل الماء وتبريده. وقد لعبت دورًا هامًا في حياة المجتمعات عبر التاريخ، خاصة في المناطق التي تعاني من نقص المياه أو صعوبة الوصول إليها.
صارت كربة الماء أكثر من مجرد وعاء لحمل الماء، فهي رمز للتاريخ والتراث والتعاون والتكافل في المجتمعات التي اعتمدت عليها في حياتها اليومية.
لكن وجه الشبه بينها وبين الدربالة بعيد بعض الشيء، ربما قصد من الكلام التقارب بينهما من حيث عرضة كل من الكربة والدربالة الى التآكل والتقادم لكثرة الاستعمال..
“حتى وصلات لكَراب” تشير إلى أنها وصلت إلى حالة من الإهمال والنسيان.
او للدلالة على الفقر والحاجة: الثوب الممزق غالبًا ما يرتبط بالفقر والحاجة، حيث يشير إلى عدم القدرة على توفير ملابس جديدة.
وإلى البساطة والتواضع: في بعض السياقات، قد يرمز الثوب الممزق إلى البساطة والتواضع والزهد في المظاهر الدنيوية، كما هو عمل ” لكراب” .
كنتي بقيمتك
كنتي ميزة
بين ثواب
ولى ثوبك
يتعاب
“كنت بقيمتك” تعبير عن تقدير كبير للدربالة، كانت تتمتع بمكانة مرموقة وقيمة عالية في المجتمع و في قلوب الناس.
كما تشير إلى تميزها لدى مولاها أي مالكها حيث كانت جديدة ومحبوبة من “بين ثواب” لكنها أصبحت مصدر قلق وألم وحزن”ولى ثوبك يتعاب”
– ولى أي أصبح-
– يتعاب – من العيب
عموما يمكن القول إن “الدربالة” أصبحت مصدر تأمل عميق في طبيعة الحياة وتغير الأحوال. فالزجالة استخدمت صورة الدربالة كرمز لوصف دورة الحياة، وكيف أن كل شيء يخضع للتغيير والزوال. كما أنه يدعو إلى التفكير في قيمة الأشياء والأشخاص، وكيفية الحفاظ عليها:
هذا حالك ادربالة
الدنيا دارت
وهبشت
بظفارها عليك
كان مولاها
كلمتو مسموعة
عمر دربالتو
ماكانت مقطوعة
ولا وتادو مقلوعة
ولا عمرو شرى
الشرج قبل العود
من هيبتو
كيفرق سراب الغراب
نحن الآن أمام الأحوال التي أصبحت عليها الدربالة، بعدما تغيرت، وأصابها التلف والضياع، فربطت الزجالة ذلك بتقلب أحوال الدنيا وهشاشة الحياة التي لا تدوم على حال..
ونحن نرى كيف بدأت القصيدة وانتهت بنفس الصورة، وهي صورة الدربالة، مما يعطيها بنية دائرية تعكس دورة الحياة وتغير الأحوال:
هاذي حالك الدربالة
تتبع القصيدة تطور حالة الدربالة من قطعة قماش ثمينة إلى قطعة بالية مرمية، مما يعكس تطور الزمن وتغير القيم.
لذا كررت الزجالة عدة حالات تعكس تطورات
وتقلبات الحياة:
* “الدنيا دارت وهبشت بظفارها عليك”:
هنا تصوير لتقلبات الدنيا ومشاكلها التي قد تؤذي الإنسان وتسبب له الألم. وكلمة “هبشت” تعني خدشت أو حفرت ، ما يدل على تأثير هذه الصعاب.
في الوقت الذي “كان مولاها كلمتو مسموعة”: شخصية ذات نفوذ وسلطة، كلمتها مسموعة ومطاعة من الجميع.
حتى مظهر شخصيته كان مؤثرا:
“عمر دربالتو ما كانت مقطوعة”، الدربالة هي الطريق، والمعنى هنا أن طريقه كان دائمًا مفتوحا وميسرا، أي أن أموره كانت تسير على ما يرام ولم تواجهه صعوبات كبيرة.
شخصية ثابتة مستقرة :
“ولا وتادو مقلوعة”: الوتد هو ما يثبت الشيء في الأرض، وهنا يعني الاستقرار والثبات. يشير إلى أن هذا الشخص كان يتمتع باستقرار وثبات في حياته.
“ولا عمرو شْرى الشّرج قبل العَوْد”: مثل يعني أنه لم يتسرع في اتخاذ القرارات، ولم يقدم الأمور الثانوية على الأمور الأساسية.
“من هيبتو كيفرق سراب الغراب”: تعبير عن قوته وهيبته التي تجعل الناس يخافون منه ويرتبكون أمامه.
والذي ميز القصيدة هو عموما اعتمادها على دلالات التضاد بين حالين:
حال الدربالة في البداية وحالها في النهاية، مما يبرز التناقض بين الجمال والقبح، والقيمة واللا قيمة.
خير مثال على ذلك قولها :
“مطرزة بخيوط الذهب”، مما يعطي انطباعًا بالجمال والقيمة السابقة.
“حتى وليتي دربالة فالبال” تصور التحول من حالة العز إلى حالة الإهمال.
الشيء الذي عزز من وظيفة الدربالة في المجتمع، لها دور في تشكيل هوية الفرد وقيمه، وهذا يتضح في كيفية تأثير نظرة المجتمع إلى الدربالة على قيمتها.
عموما يمكن اعتبار الزمن بطلاً رئيسيًا في القصيدة، فهو القوة الدافعة وراء التغيير والتحول. الزمن لا يرحم، وهو يغير كل شيء، حتى أجمل الأشياء وأكثرها قيمة.
فمن خلال كل ما مر أمامنا يتضح أن هذا النص الزجلي ركز بشكل كبير على لغة مجازية وصور بلاغية للتعبير عن حالة “الدربالة”، التي يمكن أن تكون رمزًا لإنسان أو شيء فقد قيمته مع مرور الوقت.
وقد غاصت بنا الزجالة إلى عوالم متعددة مليئة بالتشبيهات والاستعارات التي تعكس حالة “الدربالة”. وباستخدام صور حسية قوية لوصف تبدل أحوالها.
فصارت الدربالة رمزا إلى الإنسان الذي يفقد قيمته مع مرور الوقت، وإلى المجتمع الذي يتغير ويتخلى عن قيمه. هذه الرمزية هي سمة من سمات الشعر الصوفي الذي يسعى إلى كشف المعاني الخفية للأشياء.
كما أن تكرار كلمة “الدربالة” عزز فكرة المركزية لهذا الرمز في النص، ويؤكد على التحول الذي حدث لها.
باختصار، النص استخدم مجموعة من الأدوات البلاغية مثل التشبيه، الاستعارة، التصوير الحسي، التضاد، والرمزية لنقل رسالة حول تقلبات الحياة وفقدان القيمة مع مرور الوقت. الإيقاع والعاطفة يعمقان من تأثير النص على القارئ.
يبقى أسلوب النص جد مباشر وواضح في التعبير عن المعنى، لا يوجد فيها تعقيد أو غموض. هذا الأسلوب يتناسب مع طبيعة الشعر الشعبي الذي يهدف إلى إيصال المعنى بوضوح وسرعة.
لترسم بكل هذا النسيج البلاغي مرثية مؤثرة للإنسان والمجتمع، تذكرنا بفناء الدنيا وتغير أحوالها، وإلى التأمل في قيمنا وأخلاقنا، وإلى الزهد في الدنيا ومتاعها الزائل.
وبذلك فإن القصيدة تعكس رؤية صوفية ترى إلى الدنيا كفانية ومتغيرة، حيث لا يدوم فيها شيء على حاله. الدربالة، التي كانت ذات يوم ثمينة، أصبحت اليوم بالية ومهملة، وهذا يعكس طبيعة الدنيا التي لا تضمن البقاء لأي شيء.
سعيد محتال
المغرب
النص:
الدربالة
دربالة بالية
كتباع فالبال
لي يشدها كيرميها
معرفوهاش
كانت بشانها عند مولاها
كانت مطرزة
بخيوط الذهب
حكروها
لي شافها كيتعجب
ولي جى كياخد
منها طرف وينهب
مابقات ليها قيمة
ولات دربالة قديمة
هذي حالك اَلدربالة
حتى وليتي
دربالة فالبال
كان كيلبسك
مولاك فرحان وهاني
وعمر ثوبها
ما كان فاني
ولا منو
كان كيعاني
كان عليه
يعاود ليها
الخياطة ثاني
تمرمدتي
الدربالة كالغيسة
فالتراب
من يد ليد
حتى وصلات
لكراب
كنتي بقيمتك
كنتي ميزة
بين ثواب
ولى ثوبك
يتعاب
هذا حالك ادربالة
الدنيا دارت
وهبشت
بظفارها عليك
كان مولاها
كلمتو مسموعة
عمر دربالتو
ماكانت مقطوعة
ولا وتادو مقلوعة
ولا عمرو شرى
الشرج قبل العود
من هيبتو
كيفرق سراب الغراب
هاذي حالك الدربالة
الزجالة بشرى الغفوري