كتاب وشعراء

جواهر وجدانية….بقلم عبدالله مثنى سرحان أبو زياد الحريري.

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

ذَاتُ قَدٍّ يَعْلُوهُ صُنْبْحٌ وَلَيْلُ
وَهَدايا كُثْرٌ وَخَدٌّ أَسِيْلُ

وَعُيُونٌ كَحْلاءُ مِنْ دُونِ كُحْلٍ
وَشِفَةٌ رَحيقُها سَلْسَبيلُ

ذَاتُ أَصْلٍ يَهْفُو إِلَيْها فُؤَادِي
وَسِمَاتٍ نَفْسي إِلَيْها تَمِيلُ

هااتَفَتْنِي وَحَدَّتْ لِي زَمَاناً
وَمَكاناً يَكونُ فِيهِ الْمَقِيْلُ

سَأَلَتْنِي هَلَّا خَبِرْتَ الْمَكانا
فَأَجَبْتُ:قَلْبُ الْمُحِبِّ دَلِيلُ

كُلُّ شِبْرٍ مِنَ الْجَنُوبِ مَكانِي
كُلُّ فَرْدٍ-مِنْهُ-لِقَلْبِي خَلِيلُ

وَالْتَقَيْنا وَلِلِّقاءِ اشْتِياقٌ
وَحَنِينٌ وَلِسُّيُوفِ صَلِيلُ

أَسَرَتْني بِحُسْنِها وَطَوَتْني
يَدَشُوقٍ وَضَمَّنا التَّقْبِيلُ

وَشَرِبْنا الْعَفَافُ حَتَّى أرْتَوَيْنا
وَالْحَياءُ مِنْ فَوْقِنا إِكْلِيلُ

وَتَرَكْنا الْعَذُولَ يَمْشِي ذَلِيلاً
وَالشَّوَانِي مِنْ حُبِّنا تَسْتَكِيلُ

ذَاكَ حُبٌّ عِشْناهُ حِسّاً وَمَعْنَىً
ذَاكَ نُورٌ مِنَ الْقُلُوبِ يَسِيلُ

ذَاكَ عَصْرٌ مَضَى وَلَمْ يَتَأَنَّ
ذَاكَ فَجْرٌ حُقَّ عَلَيْهِ الرَّحيلُ!

وَتَوَلَّتْ وَالْكُلُّ عَنْها تَوَلَّى
وَتَوَلَّى عَنَّا الزَّمَانُ الْجَمِيلُ

يا إِلهي!!-رَأَيْتُها-بَعْدَ عُمْرٍ
وَجْهُهَا شَاحِبٌ وَجِسْمٌ نَحِيلُ

وَعُيونٌ في رَأَسِها غَائِراتٌ
وَخِمارٌ قَدْ غابَ عَنْهُ الْغَسِيلُ

وَخُدُودٌ مِنْ الظَّمأْ ذَابِلاتٌ
وَعُرُوقٌ جَفَّتْ وَصَدْرٌ عيلُ

وَرَأَتْنِي فَاصْتَصْرَخَتْنِي وَنادَتْ
أينَ أَهْلي وَجَمْرُهُمْ وَالفِتيلُ

وَشَكَتْ لِي مِمَّا تُعَانِي وَقالَتْ:
فَوْقَ صَدْري يَنامُ لَيلٌ طَويلُ

أنا عِزٌّ لكُمْ وَذِلٌ عَلَيكُمْ
فَاسْتَخِيرُوا؛ بِئْسَ الْخِيَارُ الذَّلِيلُ

أنا خيرٌ -حِيْنَ تَذُودُونَ عَنَّي-
أَنا شَرٌ -إِنْ تَخْذُلُونِي- وَبِيلُ

ثُمَّ صَحَتْ بِغُصَّةٍ وَبُكاءٍ
وَبِدَمْعٍ مِنْ مُقْلَتَيها يَسيلُ

خنَقَتِْني مِنْ صَوْتِها عَبَرَاتٌ
وَاعْتَرَانِي حُزْنٌ وَهَمٌّ ثَقيلُ

لَمْ أَنْمْ لَيْلَتِي لِكُثْرِ ظُنُونِي
أَوَهَلْ يَخْذُلُ الْخَلِيلَ خُلِيلُ؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock