
ذات الأجنحة
يحكى أن النملة عندما أرادت أن تطير استشارت صديقها الفيل الضخم والكبير ، فحرك أذنيه ذات اليمين واليسار وأجهد فكره في تقصي الأخبار، وقال ياصديقتي النملة لابد لنا من استعارة أو سرقة جناح طير، ولن يكون هذا الأمر بالهين واليسير، فلنعرض طلبك على أتحاد الحكماء ولننظر ماتجتمع عليه الآراء، دعاهم الفيل لجلسة طارئة فاجتمع القوم في قاعتهم المتحدة وهم كل من الذئب أبو سرحان والعم أبو ناجي والضبع أبو ماري والسعدانة أم اودولف والدب أبو فراء والحية العملاقة أم نجوم ، وبعد التشاور وعرض الخيارات، صدر القرار باقتلاع جناحي نسر ومنحهم للنملة لكي تحقق حلمها بالطيران، نصب المجتمعون الشراك ووضعوا أرنبا في الشباك فاندفع النسر باتجاهها بقوة وهو يمني النفس بصيد يسير وماهي إلا لفة أو لفتين حتى وجد نفسه في أيديهم أسير ، قصوا جناحيه وتركوه مأدبة شهية للضباع ، الصقوا للنملة جناحا النسر، ولكنها اخفقت في الطيران فقد اثقلها حملهما وعجزت قوتها عن تحريكهما فألقت بهما جانبا ودعت اصدقائها لاجتماع عاجل وطالبتهم بانتزاع جناحي فراشة أو نحلة أو زنبور ولابأس بجناحي صرصور فما يشغلها أن تعلو وتطير ولو راح ضحية حلمها الكثير، وماهي إلا هنيهات حتى عرض على شاشة العرض أجنحة متنوعة مابين ابيض واحمر واصفر وقالوا لها لك حرية الاختيار على أيهم تريدين أن نفتح النار، فقالت ممن بيته قريب مني فلنستعير أولا جناحي الجار، وكان الأقرب لبيتها الفراشة فأعترضتها النملة أمام منزلها ذات صباح وأمرتها أن تخلع جناحيها طواعية وأن تشاركها فرحة الطيران، رفضت الفراشة الأمر وقالت هما جزء مني أن خلعتهمتا أموت، قالت النملة لاضير هكذا يجب أن تسير الأمور ، صفع الدب أبو فراء الفراشة فسقطت تحت أقدام النملة، أسرعت النملة وانتزعت جناح تلاه الجناح الأخر والصقتهما على ظهرها ورفرفرت بهما وارتفعت قليلا عن الأرض أستمتع المجلس بهذا العرض وقهقهت الحية أم نجوم لله درنا جعلنا النملة تطير، تنامت عضلات النملة وشعرت إن جناحا الفراشة لم يعودا يلائمان طموحها، فطالبت المجلس بجناحين أكبر لتحلق لمسافات أعلى فقرر المجلس منحها جناحي بلبل واختاروا البلبل الساكن أعلى شجرة الزيتون وأوكلوا مهمة الإيقاع به للحية أم نجوم، اخذت النملة تقرص صغاره في العش بين فترة وأخرى ثم تعود إلى بيتها، نشبت بينهما نزاعات كبيرة وهاجم البلبل بيتها ورفع إلى مجلس الحكماء أمرها ولكنهم انصفوا النملة واتهموه بأثارة النزاع والزموه بترك شجرة الزيتون ومغادرة عشه وعندما رفض البلبل ترك الزيتونه التفت الحية أم نجوم على جذعها وأفرغت في جسد البلبل سمها واقتلعت جناحيه ومنحتهما للنملة ، طارت النملة منتشية بالنصر سكنت أعالي شجرة الزيتون ورأت مالم تكن تراه من تحت الأرض، سعت الحشرات لطلب رضاها ومدوا لها أيديهم معاهدين طائعين ، رأت النملة من فوق شجرة الزيتون جبل ابيض غطته الثلوج فقررت أن تسكنه ،حركت الدب ذو الفراء نحوه فأنتزع لها جلد أسد كان يحميه وسلمها العرين ومن فيه، رأت الأرض تحتها واسعة وإطلت على مناطق شاسعة، وقفت فوق الجبل وهي تنزع جناحي البلبل عنها وتخرج جناحي النسر من الصندوق حان الوقت لكما فقد تضاعفت قوتي وتضخم عشرة اضعاف جسدي وسأصل إلى أبعد نقطة أريدها صرخت بين الوديان والجبال احنوا رؤوسكم ياصعاليك للملكة ردد الجبل صدى صوتها واختبأت الحيوانات في جحورها ، أسدل الصباح ستارته وبدأ الظلام يأكل رويدا رويدا ضيائه.
ليلى احمد/ العراق