إنْ كُنتَ.. كَأنا …… بقلم // أشرف شبانة // مصر

.
إنْ كُنتَ.. كَأنا؛
كائناً أرهقَهُ الونىٰ..
تحت سماءِ المجاز
يُعاني عمراً مشبعاً بالألغاز
يحترفُ الحبَّ بجناحٍ مكسور؛
لا تبحثْ عن يدٍ تُهدهدُك،
ولا عن لحظةٍ تُخلدُك
فلا ظلٌّ يُطابقُ ظلَّك
و لا تفتشْ في الظِلال..
عن وجهٍ أَحبَّك ذاتَ ضوء؛
فالمُحبُّون؛
لا يعودون كما كانوا
أنت مجردُ سطرٍ بدفترِ الفراغ
الحبُّ الذي هو أروعُ إنجاز؛
يتغيَّرُ مثلما تتغيّرُ الشمس،
و لا يُمكنُكَ أنْ توزعَهُ بعدالةٍ..
علىٰ البريّة
إنْ كُنتَ.. كأنا؛
تَحملُ فوق كتفيّك؛
وزّرَ الأسئلة،
تبحثُ في سراديبِ الغيّب..
عن إجاباتٍ متفائلة؛
لن ترىٰ بالمرايا..
سوىٰ انعكاساتِ الغيوم
فلا تطلبْ من الخُطا؛
أن تهديَكَ السبيل
لا تتلمسْ ملامحَك..
في عيونِ الآخرين
و لا تستجدِ مفتاحَكَ الضائع..
بين أصابعِ ريحٍ صرصرية
إنْ كُنتَ.. كأنا؛
لا تَلُمْ سوادَ الليّل..
علىٰ حُلْكَةِ اللون
و لا تُعاتبْ الظلامَ إنْ رقصَ..
علىٰ جُثةِ الكون
و لا الريحَ؛
إنْ بعثرتْ أعمدةَ الفَرْح
احفظْ ملامحَ الخِذلانِ جيداً
واعلمْ أنَّهُ ليسَ مجردَ صفعةٍ..
تهوي علىٰ الوجه،
و لا حُرقةِ ملح ٍ علىٰ الجُرح
فبريق ُابتسامةٍ لها كفٌ؛
قد يدفعُكَ..
لهاويةِ مُحصلةٍ صِفرية
إنْ كُنتَ.. كأنا؛
لا تنتظرْ من الأيامِ أن تعتذِر
ولا من صدفةٍ تُطهرُ خائنا
اُنْبُشْ الرسائلَ القديمة..
في عُتمةِ الحنين،
كحفارِ الرمل؛
لتكتشفَ مقابرَ الذكريات..
ستشتمُ رائحةَ الغياب..
بضوضاءِ المُدنِ البعيدة
و تتلمسُ وجوهَ الغائبين،
تطرقُ أبوابَ العابرين
و لن يُجيبَك أحد؛
فكلُّ الذين مرُّوا..
أخذوا معهم.. نبراتِ الأجوبة،
وتركوا لك صدىٰ الأصوات،
قبل أنْ يرحلوا لكهوفٍ سِرِّية
إنْ كُنتَ.. كأنا؛
تفتشُ عن الإنسان
عليك أولاً أن تلجأَ للقردِ..
الذي بداخِلك،
و الذي يُبدلُ ملامحَهُ..
كلّ لحظة،
عليك أنْ ترصدَ الجان،
و تضيعَ بين الناس،
و تحتاس.. و يغلبُكَ النُعاس
و عندما تبلغ الحافة
اعلمْ أنَّ الZero..
هو كلُّ رصيدِك..
في بنكِ البشرية
إنْ كُنتَ أنتَ.. هو أنا؛
قفْ عارياً كصخرةٍ في الخلاء
دعْ العواصفَ تعبثُ بتشكيلِك،
كيف تشاء.. و كما تشاء،
لا تلتفتْ لصدىٰ عويلِك
و انصتْ لأغاني الصمت؛
فبعضُ الدروب..
خُلقت لتسيرَ فيها..
خاوياً من أحلامِك
وبعضُ القلوب..
ما وُجِدَت إلا لتحتفيَ بآلامِك
ستُناجيكَ الأشجارُ بشاعرية
و تُحلِقُ من فوقِك الأطيارُ..
لتُمتِّعَكَ بالحُرية
وتحطُ النجومُ..
علىٰ رأسِكَ ابتهاجاً،
بكلِّ ليلةٍ قمريّة .. كما أنا.!
#ashraf_shabana