مريم محمد نعمي تكتب :لبنان تحت السّياسيّة الأميركيّة أم أنّها مجرّد أوهام؟؟

مازالت أميركا إلى الآن تجيد فن إغتصاب العقول ببراعة بواسطة أساليبها ونظريّاتها وقوانين القهر الدّعائي الّتي ورثها “تشاخوتين” عن “غوبلز”!
وكان السّلاح الّذي فتك بالأمم العربيّة…. قبل انتهاء مهلة بقاء الإحتلال الإسرائيلي في الأراضي اللّبنانيّة الّذي كان مقرّر له الإنسحاب وفق إتفاقيّة وقف إطلاق النّار اشتعلت جميع المنصّات الإلكترونيّة والوسائل الإعلاميّة في العديد من الأخبار الّتي بثّتها “أميركا” لإرضاء ربيبتها إسرائيل عن عدم وجود نيالوصاية ّة حقيقيّة لدى الكيان الغاصب للإنسحاب!!…
سينسحب الكيان ولكن سيحتفظ بخمسة مواقع عسكريّة له داخل لبنان!!… ليعلن البيت الأبيض عن تمديد مهلة الإنسحاب إلى ١٨ شباط الجاري بحجّة أنّ الجيش اللّبناني غير جاهز للإستلام!! وهل أصلاً سيسمح له بالتّسليح وممارسة دوره ومواجهة إسرائيل؟ أم أنّ الخطّة الأميركيّة الإسرائيليّة كانت بإقحام الجيش في معركة غير مجهّزة مسبقاً وتحصل مواجهة بين الجيش والشّعب والمقاومة وفي كلّ مرّة تتحطّم أحلامهم الورديّة وتتهشّم كهشيم النّار أمام المشاهد الّتي شاهدها العالم أجمع صباح نهار الأحد المقرّر لتنفيذ الإتّفاقيّة عندما رفض أهالي القرى وجود الإحتلال في أراضيهم لقد هزأ الجنوبيّون بالإحتلال وحطّموا أسطورة الجيش الّذي لا يُهزم بالرّايات والصّور والأطفال والنّساء والرّجال ليقدّم لبنان مجدّداً العديد من الشّهداء لكن هذه المرّة على طريق دحر العدو على طريق الجنوب ومع مساعدة الجّيش اللّبناني للأهالي في الدّخول إلى قراهم لتفرض نفسها المعادلة الذّهبيّة الّتي يحاولون إلغاءها من البيان الوزاري للحكومة الجديدة جيش.. شعب.. مقاومة.. لتكون رسالة واضحة للرّئيس المكلّف أنّه لا ثقة ولا حكومة دون هذه المعادلة ومع بدء المشاورات والجلسات الحكوميّة بدأت الأقطاب السّياسيّة اللّبنانيّة بالتّنافر وليس التّجاذب وأثير جدل كبير حول الأسماء المطروحة وتوزيع الحقائب لينسحب التّيار العوني من الحكومة الّتي أعطاها الثّقة ويحصل الثُّنائي على الحقائب الخمسة الرّغم من أنّه لم يعطي الثّقة لهذه الحكومة!!…
لا ثقه لحكومة لا تستطيع أن تضغط على لجنة مراقبة وقف إطلاق النّار لتضع حدّ للإستعلاء الصّهيوني!!.. ومع تسارع وتيرة الأحداث أشغل ترامب الحكومات العربيّة بنشره مقترح عن نيّة تهجير الفلسطينيّين وأنّ على الأردن ومصر والسّعودية الّتي هو يقدّم لهم الكثير أن يقبلوا استيطان أهل غزّة الّذين رغم جراحهم وعطائهم لم يتركوا هذه البقعة الجّغرافيّة واضعاً الحجج أنّ غزّة غير آمنة لأهلها وأنّ أهلها لا بديل لهم وأنّ وجد البديل لرحلوا وأنّه يريد السّلام في الشّرق الأوسط ليصدر بعدها مذكّرة تدين محكمة العدل الدّولية الّتي أدانت أسرائيل على كلّ أعمالها الوحشيّة!!..
كلّ هذه الممارسات تجاوزت اغتصاب العقول بل أنّه اغتصاب للإرادة والكرامة!!
وبما أنّ “نتنياهو” بسط سلطته على فلادلفيا الشّرق سوريا حرّك بأصابعه الجّماعات المسلّحة الّتي أصبح إسمها الآن هيئة تحرير الشّام لتدخل إلى الأراضي اللّبنانية وتختطف العديد من المواطنين وتثير حالة من الفوضى والقلق بحجّة أنّ الدّولة اللّبنانية لا تستطيع أن تفرض سلطتها على المعابر لإيقاف المهرّبين!
ليعلن بعدها سلاح الجو الإسرائيلي عن استهداف مواقع لتخزين السّلاح في البقاع وهذه رسالة عسكريّة مفادها أنّه لن يلتزم ببنود الإتّفاق وأنّه لن يسمح لبقاء السّلاح ليس فقط جنوب اللّيطاني بل على كلّ الأراضي اللّبنانيّة!! تزامنت الرّسالة العسكريّة مع الرّسالة السّياسيّة لتحملها المبعوثة الأميركيّة “أرتانوس” وتقف على المنبر الّذي يحمل الأرزة اللّبنانيّة وتأكّد على رسالتها عبر ارتداها خاتم يحمل علامة نجمة داوود وتهنّئ إسرائيل في القضاء على حزب الله اللّبناني وأنّه لن يسمح للحزب بالمشاركة في الحكومة الجديدة مصافحة رئيس الجّمهوريّة “جوزيف عون” الّذي أتى إلى القصر الجّمهوري ليس بولادة قيصريّة كما تجري العادة بل بولادة إجباريّة ليثبت لنا أنّ خطابه أثناء تأدية القسم مجرّد كلام فارغ على الورق والضّمانات الّتي قدّمها والوعود وغيره وهو غير قادر على الإيفاء بها!!
يا سيادة الرّئيس يا إبن الجنوب الّذي مازال يقدّم التّضحيات ويعلّم السّياديّين كيف تكون السّيادة! ألم تعلم أنّ المصافحة إعتراف؟ وتبقى الإشكاليّة الكبرى هل أنّنا أصبحنا حقّاً دولة تحت الوصاية السّياسيّة الصهيو أمريكية؟ أم أنّها بداية لإشتعال الشّارع اللّبناني وتجدّد تاريخه في نزاعاته الأهليّة بسبب محاولتهم إقصاء فريق لبناني يمثّل طائفة في لبنان؟ وهل نحن على موعد مع ٧ أيّار جديد؟ أم أنّ أمريكا تصطدم بالواقع المرير أنّه ما لم يتمّ الحصول عليه عسكريّاً لن يحصلوا عليه سياسيّاً وأنّ الشّعب اللّبناني اليوم خيارة مقاومة أكثر من أيّ وقت مضى!!؟؟؟