فيس وتويتر

فراج إسماعيل يكتب :باستخدام أسلوب المهندس المعماري الشهير حسن فتحي،

باستخدام أسلوب المهندس المعماري الشهير حسن فتحي، يمكن إعادة بناء غزة في وجود سكانها. في كتابه الشهير “عمارة الفقراء” يمكن العثور على حلول تناسب بيئة الهدم في غزة. لا يعني ذلك الاستغناء عن بناء العمارات والأبراج السكنية ولكن الاستعاضة عن التهجير الذي ينادي به ترامب ببناء مجتمعات سكنية بأسلوب حسن فتحي وهذه لا تحتاج زمنا كبيرا لإنجازها، وليس 10 إلى 15 سنة كما ادعى مبعوث ترامب للشرق الأوسط ويتكوف.
يقوم الفكر البنائي للمهندس حسن فتحي عليه رحمة الله على (عمارة الطين) وهذا كان بالفعل أسلوب البناء في الريف المصري قبل استخدام الأسمنت والحديد.
كانت مصر كلها منذ آلاف السنين تستخدم ذلك البناء المناسب للبيئة. كانوا يبنون بالطوب الطيني أكثر من طابق وبمواصفات قوية.
أحد أبرز نماذجه قرية القرنة غرب النيل في الأقصر في الخمسينيات (تحولت الآن إلى مدينة بمساكن حديثة لكنها فقدت رونقها البيئي الريفي الجميل”.
في إحدى زياراتي في الثمانينيات للوادي الجديد رأيت نموذج مكرر لما فعله في القرنة، في قرية باريس لكن المنازل كانت مهجورة وستأتي قصتها في هذا المنشور.
يسلط كتابه “عمارة الفقراء” الضوء على سهولة وسرعة بناء مساكن صحية واقتصادية مستوحيا من تجربته في القرنة.
فكرة البناء اليدوي والبيوت الطينية يمكن استخدامها جزئيا لإيواء سكان غزة في مواقع من القطاع، بحيث تأويهم مرحليا طيلة فترة إعادة التعمير.
في مشهد رئيسي من الفيلم الوثائقي Il ne suffit pas que Dieu soit avec les pauvres، تمت مقابلة حسن فتحي (توفي عام 1989) في شقته العثمانية المملوكية، عند سفح قلعة القاهرة. كان يرتدي عباءة بنية اللون، ويمشي ذهابًا وإيابًا على سطح المنزل وخلفه مجموعة مباني القاهرة وقبة ومآذن مسجد السلطان حسن. وفي الخلفية أصوات حركة المرور الفوضوية.
يحكي قصته مع البناء بالطوب اللبن فيقول إنها جاءت استجابة لظروف الحروب ضد إسرائيل التي عاشتها مصر التي منعت استيراد الحديد والأخشاب. كانت هناك حاجة حقيقية لاستخدام المواد المحلية، وهو ما استجاب له فتحي من خلال مراقبة منازل الفلاحين ومن خلال تطوير فهم متعمق لاستخدام الطوب اللبن في بناء البيوت.
تم تكليفه بمشروع قرية القرنة الجديدة عام 1945 لإبعاد السكان عن المنطقة الأثرية.
في الفيلم الوثائقي يحكي حسن فتحي كيف قاوم سكان القرنة مشروعة لأنهم لم يرغبوا في مغادرة منازلهم القديمة، وكيف قرروا لاحقًا إغراق القرية الجديدة. ونظراً جزئياً لنقص الدعم من الحكومة، ظلت القرنة الجديدة غير مكتملة. وصلت خيبة أمل فتحي إلى حد أنه قرر مغادرة مصر والانتقال إلى أثينا عام 1957: «لقد فهمت أنه لا يوجد مكان لي في مصر، وكان من الواضح أن البناء بالطوب اللبن أثار عداءً تجاهي من الأشخاص المهمين هناك. أمضى خمس سنوات مع كونستانتينوس دوكسياديس، حيث تعاون في مشاريع الإسكان لباكستان والعراق، والمشروع البحثي مدينة المستقبل. على الرغم من أنه كان في أواخر الخمسينيات من عمره، كانت هذه الفترة من أكثر الفترات مثمرة في مسيرة فتحي المهنية بأكملها. في ذلك الوقت، أصبح على اتصال بالأفكار حول التمدن في الحركة الحديثة، وقام بتنظيم نظري لتفكيره.
ويتجلى هذا بشكل خاص في مشروع قرية باريس في الوادي الجديد، وهو مشروعه الثاني لبناء بلدة صغيرة، وهي مستوطنة ريفية تم بناؤها جزئياً منذ عام 1965. ثم أدى النقص العام في الموارد الاقتصادية، جنباً إلى جنب مع حرب يونيه، إلى توقف بناء القرية في عام 1967، والذي لم يُستأنف قط. المباني القليلة التي تم الانتهاء منها بالفعل تقف اليوم كآثار حديثة في وسط الصحراء. في باريس الجديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى