حمدي عبد العزيز يكتب :قبل الذهاب الى واشنطن هذا الدواء فيه سم قاتل

مع قناعتى التامة بأن الوقوف فى وجه مخطط تهجير الفلسطينيين من غزة وإسقاطه هو واجب على كل إنسان وطنى يقف مع مصالح بلده ومستقبل منطقتنا العربية بأكملها قبل أن يقف مع مصالح الشعب الفلسطينى وحقوقه وقضيته التحررية الوطنية العادلة فإننى كمواطن مصرى مهموم بقضايا الشعب المصرى وقضايا محيطه الإقليمى اخشى ماأخشاه من أن تقع الأنظمة العربية الحاكمة وخصوصاً أنظمة السعودية ومصر فى ذلك الفخ الذى نصبه لها التاجر الصهيونى الذى يحكم أمريكا الآن ، وهو جعل هذه الأنظمة تقبل بمفاوضات السلام الإبراهيمى وحل القضية الفلسطينية لا على أساس إقامة دولة فلسطينية بل على أساس الاكتفاء بتحقق مطلب عدم تهجير الفلسطينيين وإعادة إعمار غزة ، لأن جوهر مايريده ترامب هو تخفيض سقف المطالب السعودية المصرية من السلام مقابل الأرض إلى السلام والتطبيع التام مع الدولة الصهيونية مقابل عدم تهجير الفلسطينين ، فالإستراتيجية الترامبية بنيت على أساس أن تقنع دول المنطقة العربية بانتصار زائف وهو أنها استطاعت وقف مخطط تهجير الفلسطينين لتبتلع طعماً يوقعها فى فخ الانخراط فى عملية إضاعة حقوق الشعب الفلسطينى وتوجيه ضربة قاتلة لقضيته العادلة وهو المسار الذى إذا ماتحقق سيعنى فى نهايته ليس تجميد القضية الفلسطينية إلى اطول مدة زمنية ممكنة وانما سيعنى تنصيب إسرائيل كقوة إقليمية كبرى مهيمنة على المنطقة العربية والشرق الأوسط تحدد مصائر دولها وتتلاعب بأوضاعها لحساب هيمنة دولة المركز الرأسمالى العالمى فى واشنطن فى الوقت الذى ستتفرغ الولايات المتحدة الأمريكية عند ذلك لإدارة صراعتها مع الأقطاب الآوراسية التى بدأت تهدد هيمنة الثالوث الرأسمالى التقليدى (أمريكا /اليابان/أوربا) هذه الأقطاب المتمثلة فى الصين وروسيا ومعهما القوة الإقليمية ذات القدرات العسكرية الهائلة (كوريا الشمالية)
دواء التطبيع الإبراهيمى مقابل الاكتفاء بتحقيق مطلب عدم تهجير الفلسطينيين بوهم أنه سيحقق السلام الدافئ دواء فيه سم قاتل فاحذروه