طائرة مدنية تنجح في تجاوز حاجز الصوت بدون ضوضاء!

تمكنت الطائرة التجريبية المدنيةXB-1 من تجاوز حاجز الصوت دون إحداث صوت انفجار، وذلك بفضل تقنية تُعرف باسم “قطع ماخ” (Mach cutoff).
أعلنت شركة Boom Supersonic المصنعة للطائرة أن الطائرة نجحت في تحقيق هذا الإنجاز خلال رحلتها التجريبية التي تحققت يوم 10 فبراير الجاري.
وقال بليك شول المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Boom Supersonic إن “ذلك يؤكد أن الرحلات الأسرع من الصوت يمكن أن تكون ميسورة التكلفة وصديقة للبيئة ومريحة لكل من على متن الطائرة وعلى الأرض.”
وعندما تحلق الطائرة بسرعة عالية، فإنها تغير ضغط الهواء حولها، مما يخلق موجات صوتية. وعندما تتجاوز سرعة الصوت ( ما يعادل 1 ماخ، أو حوالي 1224 كم/ساعة) تندمج هذه الموجات الصوتية في موجة صدمية تنتشر في جميع الاتجاهات خلف الطائرة. وهذه الموجة قوية بما يكفي للوصول إلى الأرض، حيث تُسمع كصوت مدوّ يمكن أن يهز المباني وحتى يكسر النوافذ.
وكانت الموجات الصدمية المدمرة واحدة من الأسباب الرئيسية لفشل الطيران التجاري الأسرع من الصوت، والذي انتهى مع آخر رحلة لطائرة “كونكورد” الأسطورية في عام 2003.
وتمكن المهندسون في شركة Boom Supersonic من حل هذه المشكلة باستخدام ظاهرة فيزيائية تُعرف باسم “قطع ماخ”. وعلى ارتفاعات عالية، تكون سرعة الصوت أقل، وبالتالي فإن الموجة الصدمية التي يتم تشكيلها هناك لا يمكنها الوصول إلى الأرض، حيث يتم انحرافها بسبب زيادة سرعة الصوت. ويمكن تشبيه تقنية “قطع ماخ” بانكسار شعاع الضوء عندما ينتقل من وسط إلى آخر.
ولم تسجل الميكروفونات الموضوعة على الأرض على طول مسار رحلة XB-1 التجريبية التي تحققت يوم 10 فبراير الجاري أي موجة صدمية، على الرغم من أن الطائرة وصلت إلى سرعة 1.12 ماخ.
وستكون الرحلات فوق الصوتية أسرع بنسبة 50% من الطائرات التجارية الحالية. وهذا يمكن أن يقلل وقت السفر من نيويورك إلى لوس أنجلوس بمقدار 90 دقيقة.
بالإضافة إلى ذلك، ستكون هذه الرحلات صديقة للبيئة، حيث تتطلب الرحلات الأسرع من الصوت على المسارات القصيرة وقودا أقل، مقارنة بالسرعة القريبة من حاجز الصوت، والتي تُعتبر أسوأ من حيث الديناميكية الهوائية.