فتيًّا كان في عينيه مشعلْ ….. شعر // عابد القيسي // اليمن

فتيًّا كان في عينيه مشعلْ
تصافحه الحقولُ إذا تغزَّلْ
وتنشده الطيور هوىً بريئًا
وتنصتُ في خشوعٍ إنْ تبتَّلْ
يعاركُهُ الأسى حينًا وحينًا
تحاربه المكائد وهو أعزلْ
حييًّا يقتني قلبًا خجولًا
ولا يدري لماذا كان يخجلْ
يخطُّ على دفاتره شجونًا
ويستبق الإجابة حين يُسأل
تُصبِّرُهُ الأمانى مثل غصنٍ
نضارته من الإمحال تذبل
وترمقه وراء الغيب عينٌ
ترى الآتي إلى المجهول أجمل
على أسماله الأوقاتُ تمضي
وعن ساعاته الآمالُ ترحل
وتدفعه من الأقدار كفٌّ
وأجنحة تطـيرُ بما تأمَّـلْ
ولكن خيبة الأيام داستْ
على حسبانِه في كل محفل
ومن خذلت فراسته الليالي
سيخفق رغم حكمته ويفشل
أقول له أليس لديك بيتٌ
وتاريخ وبستان وجدول
فينهزم السؤال بمقلتيه
وما أشقى الحديث إذا تأَوَّلْ
وينسى أنَّ تحت سماه أرضًا
بنسغ جذورها الطاعات تعمل
له وطنٌ بداء الجهل يفنى
وعن ركب الحضارة قد تعطل
أتدري يا رسول الوجد
ماذا تغيّر في البلاد وما تبدّل
أتذكر حلمنا العربي؟ .. حقًا !
لقد صار الطريق إليه مُقفل
لماذا الثائر الشرقي أمسى
له في قِبلة الكهان مدخل
وثورتنا التي كنا نراها
ستفتح للكرامة ألف معمل
تلاشت قبل مولدها بخسفٍ
إلى ليلٍ من الإذعان أليل
وما صنعت بنا الأحداث حتى
أكلنا في الطوى ما ليس يُؤكل
حرامٌ أن تمر مرور ضيفٍ
إذا انصرف الحنين عليه أقبل
كأنَّ بكحلِها الأيام صارتْ
رمادًا في جفون الجرحِ يُحمل
لقد سقط الجدار بنا وخارتْ
قُوانا منذ أضحى الدرب مُثقل
أفي بلد المصائد صار حظي
من النكبات خاطوفًا ومعول
شعر/ عابد القيسي