كتاب وشعراء

لك وحدكِ أقول ……. بقلم // عزوز العيساوي // المغرب

لك وحدكِ أقول :
سلاما حين يمطر الليل نجومًا
لنكون على عتبة الضوء الأخيرة
ننتظر أن يجمع الظل شتاته
في ردهات الظلام العميقة..
نعزف ترانيم حائرة كالخطوات الشاردة..
نغني ونلعنُ
الظلام لعله يحرر أنفاس أناملنا الخرساء
من قيود العناكِب
المدسوسة خلف عيون الضباب…
فنسُلُّ سيف الكلام من غِمده الساكن
كتابوتٍ يعشق السباحة في المستحيل..

لكِ وحدكِ أقول :
سلاما حين نُرتب
شظايا الهمس المحترقة
على رماد نَيْزَك تقادفته
رياح الضياع…
فنَدِبَّ على هونٍ كما الأطراف المتهالكة..

لكِ وحدكِ أقول :
سلاما حين تفقد شجرة التوت عذريتها
تحت وابل من حجر…
أبابِيلُ تقدِفُ رجمًا أساطيلَ الغياب
وعصافير المساء تنشد مرثياتهَا من فناء
على أطلال أوكارِ الاغتراب…

لكِ وحدكِ اقول :
سلاما حين ننتظر مرور مواكب الكلام
نسترجع أصوتنا الضائعة في
دروب النسيان.
و قافية تعثرت
وحرفا أخرسه نزيف الإكتئاب …

لكِ وحدكِ أقول :
سلاما حين ننتظر وجعا من مخاض
و ولادة قصيدة بنكهة
الصمت القاتل لما
تبقى في هذه الاجساد المتهالكة..

لكِ وحدكِ أقول :
سلاما حين تصيح الرياح
لتغازل شفاه صمتنا فنتكلم
فيسعفني الكلام ولا نتلعثم…
سنقول سلاما حين
نُرخِي ما تبقى منا كنهر عند أقدام بحر
فننسكِب حروفا وننتشر..

لك وحدكِ أقول :
سلامًا حين ينام الوجع
وتجِفُّ الدمعة
على خَدِّ سمائنَا الباكيَةِ لأجل طُوفانٍ
لا يرحم..
لنمضيَ بعيدًا عن زمنٍ
تطول فيه الحكايات و تتشَعب ..
عزوز العيساوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى