حياة في منتصف الخيمة …… بقلم // خالد الخالدي // العراق

من مجموعتي الشعرية بعنوان
( محطات مهجورة )
حياة في منتصف الخيمة
لا تقتربوا من أحلامهم الأخيرة
وأمانيهم الأخيرة
دعوا السعادة تملأ خيامهم
قبل رحيل البؤس
اتركوا صوت ابتساماتهم تصافح
الريح العاتية
وعيونهم تنبض بآخر لحظات الحياة .
يا خريف العمر احزن
انثر رمادك على قبورهم الضيقة
اتركهم نائمين يحلمون
بصباح مشرق خالٍ من البرد
فالجياع لا ينامون والأمهات جائعات
عاد مذعوراً من خوفه من كان يكذب
عليهم برغيف خبز أسمر
يبشرهم بدخول الجنة
ثم يتركهم يموتون برداً وجوعاً .
هولاء الفقراء لايملكون إلا أصواتهم
ليأتي إليهم نبي الأصوات
ويسرق الصوت من أفواههم
أيصاب الأنبياء بالصمم أم البكم
حتى يسرقوا أصوات الفقراء .
أصواتهم صدى البحر تغرق بين
مد العمر و جزر الحياة
لتكون لوحات عالقة على جدار الحزن
تبحث عنها قناديل ليلها
ولا تجد لها أثرا .
يعيشون بنصف حياة
كي يتسلق النبي على جثثهم
وتصل يده لمبتغاه
ثم يخرج إلى الحياة على
حساب موتهم
ويقول لولاي لمات هولاء الفقراء جوعاً .