مصطفي السعيد يكتب :الخلل في أمريكا

سبب الخلل في الميزان التجاري الأمريكي، الذي يبلغ نحو ترليون دولار سنويا، هو تراجع الصناعات الأمريكية، فلا توجد قيود وضعتها أي دولة أمام الصادرات الأمريكية المتراجعة بشدة، والواردات المتضخمة أيضا بشدة، لم تضع الصين أو المكسيك قيودا أو ضرائب جمركية على الواردات من أمريكا، ولن تفيد قرارات رفع الضرائب الأمريكية في إصلاح الخلل في الميزان التجاري، لأنه ببساطه لا يوجد في أمريكا فوائض إنتاج قابلة للتصدير، وعندما طلبت أمريكا من الصين أن تعمل على زيادة واردات الصين من أمريكا قالت الصين إن أسواقنا مفتوحة أمام الصادرات الأمريكية، بينما رفعتم الضرائب الجمركية على الكثير من منتجات الصين، ومنها السيارات الكهربائية الصينية، التي بلغت ضريبة دخولها أمريكا 100% من سعرها، ولهذا لم تدخل السيارات الكهربائية الصينية إلى الأسواق الأمريكية، في الوقت الذي بلغت فيه مبيعات شركة تسلا الأمريكية في الصين أكثر من ثلث إنتاجها، انكم تضعون القيود على منتجات العديد من الشركات الصينية، وتمنعون دخولها، وهذا ما فعلتوه مع شركة هواوي للهواتف بذرائع لا أساس لها، وتمنعون أن نشتري منتجات ترونها ضرورية لنا مثل الرقائق الألكترونية، وتخالفون إتفاقية التجارة الحرة “الجات” التي كنتم أول من روج لها، وأجبرتم البلدان النامية على فتح أسواقها، ومنعتوها من حماية صناعاتها الناشئة، رغم حاجة تلك البلدان لصناعاتها الوطنية في دعم التنمية وتحقيق قدر من الإستقرار لأسواقها، وتوفيراحتياجات سكانها الأساسية، والآن انقلبتم على اتفاقية التجارة الحرة .. إن الخلل في اقتصادكم وليس في منتجاتنا