الرعاية الطبية في ماسبيرو.. إهمال يقتل الموظفين ولا محاسبة!

كتب عبد العزيز حنفي المحرر الصحفي بالهيئة الوطنيه للاعلام علي صفحته بالفيس بوك وعلي صفحات
في قلب القاهرة، يقف مبنى ماسبيرو شامخًا كرمز للإعلام المصري العريق، لكنه يخفي داخله مأساة حقيقية يعاني منها موظفوه يوميًا بسبب الإهمال الطبي الجسيم، الذي يحصد أرواحهم دون أدنى مساءلة للمسؤولين عنه. لقد أصبح المرض داخل ماسبيرو حكمًا بالإعدام البطيء، في ظل رعاية صحية متدهورة يقودها الدكتور عصام عزوز، رئيس الرعاية الطبية بالمبنى، الذي باتت سياساته وأسلوبه الإداري تهدد حياة الإعلاميين والعاملين الذين أفنوا عمرهم في خدمة هذا الكيان الإعلامي الكبير.
ضحايا متزايدون بسبب الإهمال الطبي
الحادثة الأخيرة التي فجّرت الغضب كانت وفاة محمد شفيق محمد، أحد موظفي ماسبيرو، بسبب التأخير غير المبرر في حصوله على العلاج اللازم. فقد احتاج إلى إجراء أشعة على القلب بشكل عاجل، إلا أنه فوجئ بتحديد موعد لإجرائها بعد شهر ونصف في مستشفى كوبري القبة العسكري.
عندما عاد إلى الدكتور عصام عزوز ليشتكي من هذا التأخير القاتل، كان الرد الصادم:
“احمد ربنا أن الموعد بعد شهر ونصف فقط!”
وكأن المريض يجب أن يكون ممتنًا لأنه سيحصل على فحص طبي بعد أكثر من أربعين يومًا، رغم حاجته العاجلة للعلاج! لم يمهله المرض كل هذا الوقت، حيث وافته المنية بعد أربعة أيام فقط، ليفتح بذلك ملف الإهمال الطبي في ماسبيرو من جديد، ويثير تساؤلات خطيرة حول مصير باقي الموظفين الذين قد يواجهون المصير ذاته في أي لحظة.
مبنى ماسبيرو.. بين الأمجاد والإهمال
مبنى ماسبيرو الذي طالما كان منبرًا إعلاميًا للأمة المصرية، يعاني اليوم من مشكلات داخلية كارثية، حيث يواجه موظفوه تجاهلًا غير مبرر لصحتهم وسلامتهم. لقد تحوّلت الرعاية الطبية في المبنى إلى مجرد إجراءات شكلية، وبدلًا من أن يحصل الموظفون على علاجهم في أسرع وقت، يجدون أنفسهم أمام قوائم انتظار طويلة، ومواعيد متأخرة، وأطباء لا يبالون إلا بإنهاء يومهم الوظيفي دون اكتراث بحياة العاملين الذين هم قلب هذا المبنى وروحه الحقيقية.
هل أصبح مبنى ماسبيرو، الذي كان يومًا رمزًا للريادة الإعلامية، مكانًا يهدد حياة موظفيه بدلًا من أن يحميهم ويوفر لهم الرعاية التي يستحقونها؟
إدارة تهدد حياة الموظفين
هذه ليست مجرد حالة فردية، بل ظاهرة متكررة تعكس مستوى الإهمال داخل منظومة الرعاية الطبية في ماسبيرو. فالكثير من الموظفين يعانون يوميًا بسبب سوء الإدارة الطبية، وغياب أي آلية تضمن حصولهم على العلاج الفوري.
لماذا يتم التعامل مع المرضى وكأنهم مجرد أرقام في ملفات تنتظر دورها حتى لو كان الثمن حياتهم؟ وإلى متى سيستمر هذا الإهمال دون محاسبة المسؤولين عنه؟
المطلوب: محاسبة وإصلاح حقيقي
في ظل هذه الأوضاع الكارثية، لا يمكن السكوت أكثر. لذلك نطالب بـ:
فتح تحقيق عاجل في واقعة الإهمال الطبي التي أودت بحياة محمد شفيق محمد، ومحاسبة المسؤولين عنها.
إقالة الدكتور عصام عزوز، رئيس الرعاية الطبية في ماسبيرو، بسبب الفشل المتكرر في إدارة المنظومة الصحية.
إعادة هيكلة نظام الرعاية الصحية للعاملين في ماسبيرو، بحيث تكون الأولوية لحياة المرضى وليس للإجراءات الروتينية التي تقتلهم قبل علاجهم.
توفير آلية رقابة صارمة على الخدمات الطبية لضمان تقديم رعاية صحية لائقة للموظفين.
نداء إلى أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للاعلام : تدخلوا قبل أن نفقد المزيد!
نوجه هذه الصرخة ، ، لوقف نزيف الأرواح بسبب الإهمال الطبي في ماسبيرو. نحن لا نريد أن نفقد زملاءً آخرين، ولا نريد أن يصبح المرض حكمًا بالإعدام لمن يعمل في هذا المكان.
حان الوقت لوقف هذه المهزلة، ومحاسبة المسؤولين عن هذا الإهمال، قبل أن يتحول ماسبيرو إلى مقبرة لموظفيه بدلًا من مكان عملهم.
رحم الله زميلنا محمد شفيق محمد، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
خليل ابو العلا