فراج إسماعيل يكتب :أسامة حمدان

أسامة حمدان اعتبر الإطاحة ببشار الأسد وهو ما يعني ضمنا سجونه ومسالخه البشرية خسارة لمحور المقاومة.. ونتنياهو على العكس تماما قال إنّ ذلك لم يكن في صالح إسرائيل.
رغم أن حمدان قيادي في حماس.. أرى أنه يجب الفصل بين قادة الحركة في الميدان داخل غزة وبين قيادي يعيش خارجها. أتفهم أن ذلك التصريح تألم منه المتعاطفون مع حماس، وأن دولا خليجية ساندت سوريا الجديدة شعرت بالارتباك والضجر، وهو أمر طبيعي في ظل خططها لإخراج إيران من الهلال الخصيب.
السياسي ينظر لنتائج أي عمل بميزان خسائره الاستراتيجية ومصالحه. ومن هنا فإن حمدان يرى أن حماس خسرت وحدة الميادين التي كان يوفرها حزب الله. لا يمكن إنكار أنه دخل الحرب وكان يمكن أن يتجاهلها وقد ضحى بموقعه القوي وقياداته وبالدماء والأرواح وخسر مراكزه ومدنه في جنوب لبنان من أجل غزة.. ولم تفعل دولة عربية ذلك ما عدا الحوثي في اليمن.
ولا شك أن الأراضي السورية كانت بمثابة خط خلفي لحزب الله يضمن استمرار الدعم الإيراني له. حاليا الطائرات المدنية الإيرانية تمنع من الهبوط في مطار بيروت.
هذه هي حسابات أسامة حمدان، وهي لا شك حسابات لوجستية وسياسية لا تأخذ في الإعتبار أن نظام بشار الأسد كان نظاما مجرما يقتل شعبه ويشتته في أصقاع الأرض.. وينصب لهم المسالخ البشرية في سجونه.. وأن الإطاحة به إنتصار للشعب السوري.
كوريا الشمالية دولة دكتاتورية مغلقة فيها سجون ومعتقلات ولا تحترم فيها أدنى مبادئ حقوق الإنسان.. لكننا نقبلها لأنها تقف بقوة في مواجهة الولايات المتحدة وتذل عنجهيتها، وتساند القضية الفلسطينية. لكن لو سقط نظامها المغلق لكان ذلك انتصارا لشعب الجزيرة الكورية بأسره.
سقط الاتحاد السوفيتي الذي كان يعتقل المسلمين ويحول المساجد إلى خمارات.. لكن سقوطه أضر بمصالح العالم الإسلامي والعربي وجعل واشنطن الحاكم الأوحد للكرة الأرضية تفعل ما تريد دون خوف من الردع.
الصين تتحامل بشدة على مسلمي الأيجور في تركستان الشرقية (ايجورستان) وتعرضهم لحملات ممنهجة من المطاردات والاعتقالات، وهم نحو 17مليون نسمة. وإذا تحلل نظامها الشيوعي المنغلق سيكون ذلك انتصاراً للمسلمين هناك وحرياتهم.. غير أن ذلك لن يكون في صالح العالم الذي ينام ويصحو على تهديدات الإدارة الأمريكية وتعريفاتها الجمركية وابتزازه بالدولار.
المحصلة أن المصالح السياسية شيء.. والحقائق على الأرض شيء آخر.. في السياسة تتحالف مع الشيطان لكي تحقق مصالحك.