كتاب وشعراء

تمرد عاشق/للشاعر العراقي خالد الباشق

تمرّدُ عاشق

هل جِئتَ تَحْملُ نَكسةً لودادي
وتَدوسُ فوقَ مَشاعري وفؤادي ؟

أَمْ جِئتَ بالحِقدِ الدَّفينِ تَذِلُّني
عيناكَ تَحملُ نَظرةَ الأحقادِ

إياكَ أنْ تُبْدي التَّلاعُبَ إنَّني
جَهَّزتُ قلبي.. صارَ هجرُكَ عادي

أَ ظَنْنتَ أَنِّي سوفَ أَسْكتُ ها هُنا
أنا قد عَرفْتُ صِياغةَ الأَضْدادِ

إنِّي تَعلَّمتُ القَساوةَ مُكرَهاً
والآنَ قلبي في المَحبَّةِ سادي

قلبي بوادٍ غيرِ وادي حبِّنا
وهواكَ أَمْسى كلُّهُ في وادي

وَقتُ الخُضوعِ الآنَ ولَّى وانْتهى
أنا يا عدوِّي مُتْخمٌ بعِنادي

لَمْ أَنْسَ قَهرَكَ لي بكلِّ دَقيقةٍ
وكأَنَّنا في الحبِّ كالأَنْدادِ

جَرَّدتَني مِن كلِّ رأْيٍ في الهوى
قَيَّدتَ قلبي الغَضَّ بالأَصْفادِ

ومَلأْتَ صدري بالأَنينِ ولَمْ تَزلْ
تَرْنو بكلِّ القهرِ لاسْتِعْبادي

فأَفِقْ… فمالَكَ من وُجودٍ في دَمي
نَبضي تَخلَّصَ منكَ دونَ حِيادِ

كم كنتُ أَسْعى كي أَراكَ ببَهجةٍ
لم تَسْعَ يومًا أنتَ في إِسْعادي

قلبي المُصفَّدُ بالجوى… حَرَّرتُهُ
وأَزَلتُ عن ظهري أذى الجلّادِ

وطويتُ صفحَةَ حبِّنا فتمرُّدي
أمسى عَليكَ الآن بالمرصادِ

أ تُريدُ أَنْ أَنْسى جفاءَكَ عِندَما
كانتْ دموعي تَرتمي في زادي ؟

أ تُريدُ أنْ أنسى التَّوسُّلَ سابقًا
لمّا أجيئُكَ فاقدًا لرقادي

وأقولُ يا قلبي .. أُريدكَ داعمًا
لي… ثُمَّ تَضْحكُ هازئًا بمُرادي

أَ نَسيتَ يومَ خَذلْتَني وتَركْتني
وأنا أتيتُكَ كالغريقِ أُنادي
…………
يا روحَ رُوحي… ليسَ عندي في الهوى
إلَّاكَ ..فارْحمْ شَهقَتي وسُهادي

أَحْرقْتَني… ورميتَ فوقي ضِحكةً
ونَثرتَ في ريحِ الصُّدودِ رمادي

والآنَ… خُذْ هذي المَشاعرَ وارْتحِلْ
أنا سوفَ أُعْلنُ في الغرامِ حِدادي

خالد الباشق
2025/2/19

زر الذهاب إلى الأعلى