فيس وتويتر

فراج إسماعيل يكتب :ما لفت نظري في خطة يائير لابيد

ما لفت نظري في خطة يائير لابيد زعيم المعارضة الإسرائيلية التي قدمها في واشنطن أمس بعنوان “الحل المصري” لليوم التالي في غزة..ليست الخطة نفسها فهي مرفوضة وفيها توريط لمصر رغم أنها أفضل من خطة استيلاء ترامب على القطاع.. لكن حديثه عن أهمية استعادة دور مصر الطبيعي كدولة قوية وسنية كبيرة وقدرتها على التصدي للمشاكل الإقليمية الكبرى.
لا أعرف ما يخفي في داخله، لكنه سياسي محنك، دارس جيدا لخريطة الشرق الأوسط ومكانة مصر الجيوسياسية وخزانها البشري.
تنحي القاهرة سياسيا وإعلاميا لصالح دول الخليج الثرية لكنها صغيرة بشريا وعسكريا وفكريا نتجت عنه سلبيات كثيرة تخيم على العالم العربي حاليا.
انقسام السودان ثم حربه الأهلية الحالية وأوضاع اليمن المتردية سببه تدخلات دول تأخذ أدورا إقليمية أكبر من طاقتها وقدراتها.
اقترح لابيد أن يقوم المجتمع الدولي بسداد ديون مصر مقابل أن تتولى مسؤولية إدارة غزة لمدة ثماني سنوات، مع خيار تمديدها إلى 15 عاما. “فلا يمكن لإسرائيل أن توافق على بقاء Hماس في السلطة، والسلطة الفلسطينية ليست راغبة ولا قادرة على إدارة غزة في المستقبل القريب، والاحتلال الإسرائيلي ليس مرغوبا ولا ممكنا”
وقال لابيد إنه “إذا لم ينتعش الاقتصاد المصري، فذلك يهدد استقرار البلاد والشرق الأوسط برمته، وهذه أخبار سيئة بالنسبة لنا جميعا”. “الدين الخارجي البالغ 155 مليار دولار لا يسمح لمصر بإعادة بناء اقتصادها وتعزيز جيشها”.
وأضاف لابيد متحدثًا في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي مؤسسة بحثية: “مصر شريك استراتيجي رئيسي وحليف موثوق به منذ ما يقرب من خمسين عامًا”. “دولة سنية قوية ومعتدلة وبراجماتية ولاعب حاسم في المنطقة”.
وأشار لابيد إلى أن هذا الحل له سابقة تاريخية. فقد حكمت مصر قطاع غزة من عام 1948 إلى عام 1956 ومن عام 1957 إلى عام 1967، بدعم من جامعة الدول العربية. وقال: “إنهم لم يحتلوا غزة، بل احتفظوا بها للفلسطينيين”.
واستطرد لابيد في خطته بأنه على “مدى السنوات الثماني من الإدارة المصرية، ستخضع السلطة الفلسطينية لإصلاحات كبيرة في من أجل تولي إدارة غزة في نهاية المطاف”.
صحيفة تايمز أوف إسرائيل نسبت إلى مسؤول كبير أن لابيد عرض الخطة على المستويات العليا في إدارة ترامب.
وأشار لابيد إلى أن المسؤولين المصريين لم يردوا بعد على الاقتراح. ومع ذلك، ذكرت قناة العربية السعودية المملوكة للدولة يوم الثلاثاء أن مصر رفضت الخطة.
وهذه الخطة هي واحدة من بين العديد من المقترحات المقدمة من القادة الدوليين لمعالجة “اليوم التالي” لحكم Hماس في غزة، والذي أصبح في مقدمة المخاوف الدبلوماسية منذ دخول وقف إطلاق النار.
وصدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب زعماء العالم عندما قدم خطته لإعادة تطوير غزة خلال زيارة نتنياهو إلى البيت الأبيض في الرابع من فبراير. واقترح ترامب أن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على القطاع، وتنقل ما يقرب من مليوني فلسطيني من سكانه إلى مصر والأردن، وتعيد تطوير المنطقة إلى ما أسماه “ريفييرا الشرق الأوسط”.
وشدد لابيد على أن حله لا يتعارض مع خطة ترامب، بل يخلق الظروف اللازمة لإعادة تأهيل غزة. وأضاف أنه بموجب خطته، ستتعاون الولايات المتحدة مع مصر لتنسيق الاستثمارات في غزة، كما تنص خطة ترامب. كما أيد عناصر رؤية ترامب التي بموجبها يتمتع سكان غزة بحرية الهجرة إذا اختاروا ذلك، وستشرف الولايات المتحدة على استثمارات ضخمة في غزة.
وفي الوقت نفسه، أشار لابيد إلى أن خطته لا تدعو إلى تهجير سكان غزة، وأن المملكة العربية السعودية ودول اتفاق إبراهيم ستكون شريكة في تسهيل الخطة.
واجتمع قادة مصر والأردن والخليج يوم الجمعة الماضي في السعودية، وبينما يتحد القادة العرب في معارضة اقتراح ترامب، إلا أنهم يختلفون حول من يجب أن يتولى مسؤولية القطاع وتمويل إعادة إعماره.
في الوقت الحالي، تدعو الخطة العربية، التي تعتمد في الأساس على إطار مصري، إلى إنشاء لجنة وطنية فلسطينية لإدارة غزة، باستثناء Hماس، مع تسهيل المشاركة الدولية في جهود إعادة الإعمار من دون إرغام الفلسطينيين على الرحيل.
وشدد المسؤولون المصريون المشاركون في المناقشات على أن اللجنة المقترحة ستعمل بشكل مستقل عن السلطة الفلسطينية.
ودعا لابيد إلى استكمال اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس بشكل كامل، والذي لا يزال في مرحلته الأولى، والذي سيشهد إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة بينما تبقى إسرائيل في محيط القطاع.
وقال دبلوماسيان دوليان لتايمز أوف إسرائيل “إن مراسم إطلاق سراح الرهائن التي قامت بها Hماس طوال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار قوضت فرص الحركة في السيطرة على غزة في المستقبل، وأدت إلى زيادة الضغط من إدارة ترامب على الدول العربية للتفاوض على خطة لإخراج Hماس من السلطة”.

زر الذهاب إلى الأعلى