كتاب وشعراء

رثاء ……. بقلم // يوسف الخميسي أبو سند // اليمن

كل لحظة شرود عابرة تمر معي؛
تسافر بي نحوك.
تستلني من بينهم.. لتأخذني إليك.
نحو ذاكرة مليئة بك.
أبي.. إني أفتقدك.!
أفتقدك كثيراً.. وبشكل موجع؛
وسط كل هذا الخواء الذي يتربص بي.
في كل عام.. كلما اقترب رمضان، تذكرني بك تقاويم الوقت؛ وأصوات المآذن الصادحة بالنداء؛ وابتهالات السحر؛ وتسابيح الصائمين.
يأتي رمضان إلينا للمرة الثالثة بدونك؛
يأتي.. ليطل علينا للمرة الثالثة بوجه يكتحل بمرود غيابك؛
يأتي إلينا وكأن شيئاً ما ينقصه.
آه.. يا أبي.!
ليتك تعلم كم يرتجفُ قلبي؛ خوفاً من أن تهزمه تلك الأشياء التي وُضِعَت داخله وتعلق بها؛ فترحل عنه يوماً ما وتغادره
-كما فعلتم معي أنتم الثلاثة خلال عام واحد-،
بعد فراقكم أنتم الثلاثة
-خلال عام واحد-؛
لم أعد احتمل فراق أحد؛
ولم أعد أمتلك الطاقة الكافية لوداع أحد.!
لقد استنزف فراقكم؛ كل طاقات الصبر لديَّ
-التي أمتلكها-؛ فأصبح الألم صامتاً بعدكم
-لا صوت له-؛
وأصبح الوجع بعدكم؛ يسلك أقصر الطرق المؤدية إلى قلبي -كي يصل إليه-؛
كما أصبحت أُهزَم بأقل عدد من الخسائر..!
سلام عليك ما تعاقب الليل والنهار؛ ولروحك الرحمة والمغفرة والرضوان؛ وأسكنك الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء.!

زر الذهاب إلى الأعلى