فراج إسماعيل يكتب :مباراة الصراخ في البيت الأبيض

مباراة الصراخ في البيت الأبيض أعادت للحياة نظرية بوتين بأن حرب أوكرانيا ستحسم لروسيا. توقف الدعم العسكري الأمريكي لكييف عقب مشادة ترامب ونائبه مع زيلنسكي يعني بوضوح شديد أن الجيش الأوكراني سيخسر الحرب. كان ذلك يمكن أن يحدث خلال أسبوعين فقط حسب مقولة ترامب لزيلنسكي لولا واشنطن.. ورغم أن زيلنسكي عقب على سبيل السخرية بأنها ثلاثة أيام.. إلا أن تلك هي الحقيقة.
ولن يكفي زيلنسكي الدعم الأوروبي. الناتو بدون الولايات المتحدة لا يمكنه محاربة روسيا. دول الاتحاد الأوروبي بما فيها الدول الكبرى لا تملك قدرات عسكرية للدخول في حرب عالمية ثالثة طرفها الأخر روسيا وكوريا الشمالية.
الاشتباك اللفظي الذي لم يتطور إلى قيام ترامب ونائبه فانس بضرب زيلنسكي، وقد هنأتهما المتحدثة بإسم الخارجية الروسية على رباطة جأشهما التي منعتهما من استخدام العضلات.. هذا الاشتباك لن يكون مجرد شو للمتعة التلفزيونية غطى على مسلسلات رمضان المصرية، وإنما يعقد العلاقات الدولية إلى حد استدعاء الدولة العثمانية من ذمة التاريخ. تركيا تملك جيشا قويا وقدرات عسكرية متقدمة، ورغم انخراطها في الناتو إلا أنها مستبعدة من الاتحاد الأوروبي لأسباب دينية. هذا الاتحاد القائم على إئتلاف دول مسيحية، هل يمكنه أن يخضع للواقع ويقبل دولة إسلامية في حجم تركيا، ليس هذا فقط بل قيادتها إسلامية وليست علمانية بالمعنى الأوروبي؟!
نعم كان زيلنسكي شجاعا.. حتى وهو يصر على عدم الدخول على ترامب بالملابس الرسمية رغم إن هذه الملاحظة قيلت له قبل اللقاء في المكتب البيضاوي.. لكنه دخل منطقة ألغام صعبة للغاية وسيجد نفسه وحيدا في ظل المعطيات التي لم تتغير منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.