رؤي ومقالات

محمد أبو حلّاوه: مجابهة العري والانحلال في الدراما الرمضانية

رمضان، شهر الصيام والقيام، شهر التوبة والغفران، شهر تتجلى فيه معاني الروحانية والإيمان، تحوّل في السنوات الأخيرة إلى ساحة للعري والانحلال، حيث تُقدّم المسلسلات الرمضانية على أنها “فن” و”دراما”، ولكنها في حقيقتها مجرد أدوات لتسويق الرذيلة وتدمير القيم.
لقد أصبحت الشاشات العربية، بدلًا من أن تكون نافذة للثقافة الهادفة والترفيه البريء، منصة لتبرير الفساد الأخلاقي. المسلسلات الرمضانية التي تُعرض في هذا الشهر الكريم لم تعد تحمل رسائل إنسانية أو دينية، بل أصبحت تعجّ بالمشاهد المخلة بالحياء، والحوارات الفارغة، والقصص التي تروج للانحلال تحت شعار “الحرية الفنية”.
أين نحن من قول الله تعالى: **{إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}** (الإسراء: 36)؟ أين نحن من قيم الإسلام التي تحث على غض البصر وحفظ الفرج؟ لقد تحولت الدراما الرمضانية إلى وسيلة لتشويه صورة المجتمع المسلم، وإلى أداة لتطبيع العري والفساد.
يقول الشاعر:
> **إذا المرءُ لم يَحْفَظْ حياءً وعِفَّةً**
> **فكُلُّ الذي يَفْعَلْهُ وهو حَسَنُ**
هذا البيت يعبر عن حقيقة ما نراه اليوم في مسلسلات رمضان، حيث أصبحت العفة والحياء من الماضي، وحلّت محلها ثقافة الاستعراض والانحلال. المسلسلات التي تُعرض في رمضان لم تعد تقدم فنًا، بل أصبحت تقدم سمومًا تُدمر عقول الشباب والفتيات، وتزرع فيهم قيمًا هدامة.
لقد نسينا أن الفن الحقيقي هو الذي يرفع الإنسان، لا الذي يهوي به إلى الحضيض. الفن الحقيقي هو الذي يعكس قيم المجتمع ويحترم عقائده، لا الذي يستخدم “الحرية الفنية” كذريعة لتدمير هذه القيم. يقول الشاعر:
> وما الفنُّ إلاّ مرآةُ الأخلاقِ
> فإنْ فَسَدَتْ فالفنُّ فيها فاسدُ
فهل نرضى لأنفسنا أن تكون دراما رمضان مرآة لفساد الأخلاق؟ هل نرضى أن تكون الشاشات العربية منبرًا للعري والانحلال؟
إن مواجهة هذا الانحدار الأخلاقي ليست مسؤولية الملتزمين فقط، بل هي مسؤولية كل فرد في المجتمع. يجب أن نرفع أصواتنا ضد هذه المسلسلات التي تسيء إلى رمضان وإلى قيمنا الإسلامية. يجب أن نطالب بدراما هادفة تعكس قيمنا وتاريخنا، لا أن نرضى بأن تكون الشاشات العربية سوقًا للرذيلة.
ختامًا، أقول:
> يا أمةَ الإسلامِ استفيقي
> فقدْ طغى الفسادُ وطالَ
> وإنْ لمْ تَنهَضْ للحقِّ
> فمَنْ للدينِ بعدُ يُناضلُ؟
فلنكن حراسًا لقيمنا، ولنرفض كل ما يسيء إلى ديننا ومجتمعنا. رمضان شهر الجهاد والعبادة، وليس شهر العري والانحلال.

زر الذهاب إلى الأعلى