أنس دنقل يكتب :عن الجوع..احدثكم !!!

مدخل:لايعرف الشوق الا من يكابده..كلنا جوعي بغير استثناء !!
اولا الجوع العام..البسيط:
للطعام..المسكن..الصحة..التعليم..سبل المواصلات والاتصالات الانسانية الجيدة..الامن..العمل..تكوين اسرة…الخ…
هذا النوع من الجوع يتم مواجهته كالاتي:
_ في الانظمة المفتوحة:
تتم المواجهة بالتكاتف الانساني النبيل بشرط توافر عنصري الوعي والثقافة_وهما مايغيبا عن مجتمعاتنا_من خلال..صحافة ونقابات حرة..احزاب قوية..ليست مهندسة امنيا..برلمانات منتخبة معبرة عن الناس واحتياجاتهم الحقيقية مما يشكل قوة ضاغطة كبيرة علي الحكومات المختلفة لايجاد حلول لتلك المعضلات!!
في المجتمعات المتخلفة تتم المواجهة:
_الانزواء..ينزوي المواطن وحيدا مكتئبا..يواجه احزانه باعتبارها قضاء الله وقدره منتظرا الموت الرحيم !!
_ الدعاء لله ليرفع عنا البلاء والغلاء !!
_ التعود: ادمان الفقر..الاكل من صناديق القمامة..انتظار موائد الرحمن..التسول..النوم علي الارصفة ومحطات القطارات ..امام اضرحة اولياء الله الصالحين..الخ..
_ الانحراف : السرقة..تجارة المخدرات..البلطجة..فرض الاتاوات..الخ..
ماسبق يقودنا للجوع المعنوي.. المركب والاقسي:
الجوع للعدل..يشترك فيه الجميع..اتبعني ارجوك..
عندما تغيب قيم العدل..المساواة..الحرية..الشفافية..الاخاء بين البشر تسود قيم المحسوبية..الرشوة..الفساد..اطعم الفم تستحي العين..احلام سعادتك اوامر يافندم..
صعود العناصر الطفيلية لتتقدم الصفوف دون اي مبررات علمية او وظيفية او منطقية..تصبح الغنيمة لاكثرنا لصوصية ونفاق وانبطاح.. يتقدم المسيرة الطبالين والغلمان والحواة..الاراجوزات..الداعرين والداعرات..
جملة اعتراضية:
الدعارة ليست مهنة نسائية بل ربما يتفوق فيها الرجال المومسات: نجوم المجتمع!!
( استمع لخطب الخطباء..اكثرهم رجال دين في احتفالات موائد الموسرين!!)
عندما يغيب العقل يعم الجوع المركب علي الجميع نتيجة غياب الامان.. العدالة الانتقائية بديل عن العدالة الحقيقية العمياء التي لاتفرق بين فقير وغني بين فاطمة بنت محمد التي لو سرقت لقطع محمد يدها..لااحد يامن علي حياته..ممتلكاته..قوت يومه..كرامته..حريته!!
عندما يسود الجوع المركب تعم البلاد ثقافة الكراهية..اقتل اخاك نفسيا وماديا ومعنويا..اصعد علي جثته ..لاتنسي: امسك بيدك مسبحة للرياء لزوم الصنعة والوجاهة الاجتماعية !!
ياصديقي كلنا كلاب شرهة..جائعة مسعورة الا من رحم ربي..
الجوع الاكبر يعم البلاد والعباد حتي لو ركبنا احدث وسائل المواصلات..سكنا القصور الفارهة ..احترس ياصديقي:
الكلاب الجوعي المسعورة ترعي في الشوارع وتسد الابواب..لن ينجو احد..حفظنا الله واياكم !!!
ذكريات قديمة:
قرب نهايات عصر مبارك ..مصانع سكر مدينة قوص..ثورة من العاملين مجتمعين ضد مدير عام المصانع.. انحرافات وسرقات واختلاسات موثقة..تبديد عهد مخازن..اختلاسات زراعية وحيوانية..كأن المصانع تكية خلفها له المرحوم والده !!
المدير بلديات وتربطه علاقات وثيقة برئيس مجلس ادارة الشركة بالقاهرة..
الاحتجاج يتم في ظل الحرص الشديد علي انتظام العمل..ثلاث ورديات..الاولي داخل المصنع تعمل بكفاءة..وردية بعيدة بمدخل المصنع تحتج..الوردية الثالثة بالراحة وهكذا .
ما العمل ؟؟
الحل الامني..سيارات..قوات..جنود وخوذات..اجهزة محلية..قيادات شعبية وتنفيذية.. وجهاء قوم يتدخلون للحل _الرجل يده سخية مع كل هؤلاء_ كانها خناقة بين الراجل والست بتاعته وان ابغض الحلال عند الله الطلاق..لينتهي الامر ببعض الحلول الفردية مع بعض قيادات الاحتجاج ويسود السلام..وليبقي الحال علي ماهو عليه !!
دمتم بخير وكل عام وانتم بخير..وان كنت لااعتقد !!