الريح التي لا تأتي ….. بقلم // ضرغام عباس // العراق

• الريح التي لا تأتي
الريح التي لا تأتي، هي الريح التي لا تملك جناحيها.
كان يجيءُ ويروح
يروحُ و يجيء
فاتحًا ذراعيه للرّيح.
يعيشُ حياتهُ مثلَ طلقةِ رحمةٍ لعالَمٍ يحتضر
تتمنّى لنفسِها طلقةَ رحمة !
كلُّ شيءٍ سيمضي، يتلاشى
وحدَها الصرخةُ ستبقى
سيدةَ العالم الأسفل و الأوسط و الأعلى.
كان يروحُ و يجيء
كأنّما يمتحنُ الريحَ بذراعيه المفتوحتين.
هذا الشيءُ الميت
هذه العتمةُ التي تتسلّل إليّ كنداءٍ بعيد
هذا الرعب الذي انفض عنه
إنّه روحي !
كلُّ مَن رحلَ ولمْ يعرف إلى أين
كلّ مَن جاءَ و لمْ يصل بعد
كلّ مَن طار و نسِي كيف يكون مذاق الهواء
كلّ مَن أغمضَ جفنيه ليستفيق
يهيم في صدري
يمشي معي
وينزف من كل جروحي.
كان يجيءُ ويروح
يروحُ و يجيء
كأنّما يمتحن الريحَ بذراعيه.
فات الأوان
وعمّا قريب، أوان آخر سيفوت
ويوم بعد آخر
تخرج منك الأيّامُ هاربةً
أيّها الإنسان الوحيد
المتربِّع على عرشك في مملكة العطش
أ تدرك بأيِّ سرعةٍ يتلاشى كل شيء
ويساهم في قتلك ؟
كان يجيءُ ويروح / كأنّما يمتحن الريح بذراعيه.
كان يتكلّمُ الملحَ ويشربُ العصافيرَ الساقطة،
كان يدندنُ بما ليس أغنيةً أو لحنًا
إنّما صوت الهزيمة !