غزة جرح الأمة النازف.. فضل صالح

**غزة..*
*جرح الأمة النازف**
في كفِّ غزةَ ينامُ النهارُ
جريحًا، يُغنِّي بصوتِ الرصاصِ
ويحلمُ أن يستفيقَ الصباحُ
على قبلةٍ من سناءِ الفداءْ
لكنَّ أمَّتَهُ
في سُباتِ السرابِ
تمدُّ الخُطى نحوَ وهمِ العزاءْ
تُغنِّي، تُهلِّلُ للقاتلينَ
وتشربُ كأسَ الخنوعِ العتيقِ
وتحلمُ أن يستجيبَ الدعاءْ!
يا وَهمَ أمةِ هذا المساءِ
ألم تتعبوا من لعقِ الرغيفِ المُدَنَّسِ
من أذرُعِ الغاصبينَ؟
أما آنَ أن تستفيقوا قليلًا
وترفعَ غزةُ عن كفِّها ظلَّ هذا الدخانِ
وهذي الجراحَ التي لا تفتر تستغيثْ؟
لكنَّهم في القصورِ الغريبةِ
أطالوا المكوثْ
يُفاوضُ بعضُ الملوكِ حبالَ العروشِ
ويحني الزنادُ الجبينْ
ويلثمُ كفَّ العدوِّ السعيدْ
ولا يستحي أن يُساقَ إليهم كعبدٍ
يبيعُ السنينْ
يا غزةَ..
لا تسألي النخلَ عن جذرِهِ
قد صارَ في التربةِ العاقرةْ
قد صارَ نهرًا يسيلُ على قدميهِ
قيودًا كسيرةْ
لكنْ
ستبقينَ نارًا على راحتيهِ
وستبقينَ فجرًا
ولو أنهم أطفأوا كلَّ ضوءٍ لديكِ
وحوَّلوا صوتَكِ الطاهرَ الحرَّ
إلى نشرةٍ عاجلةْ!