كتاب وشعراء

تَلمُّسُ العَتمة….بقلم أفراح الجبالي

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

أيّتُها السماءُ التي قبضتْ مُقابِلي، دَفعتُ اليوم
مكَابِحَ سيَّارَتي وأحدَثَتْ صَفيرًا
مُجلجِلا
في الفضاء.
الآن،
فَرقٌ هائل
بين تلألؤ عينيّ الدامعتَين
و ألَمِ رُوحي الأعمَق، والضَّوءِ العَشوائيّ على الطريق: أخضر، أحمر،
و سُحُبٍ عَشوائيّة برائحةِ بنزِين، والشيءِ الذي اشتَريْتُه مِن المَتجَر، و سنواتِ القَفزِ في البِرَك
و النُّباحِ المُسرِع
مَمزوجًا بعَرَقٍ لا شَكّ مالِح، حارِق، يَختَنِقُ في قَبضَةِ أطفال
يُهروِلون
بَين عَجَلاتٍ سَتَنطلِق والمُحرِّكاتِ العَابِرة،
نهارٌ يَتمزَّقُ بين أوصَالِه.
قُلتُ إذًا فَرقٌ هائل،
بين الرِّباطِ و شَفَتي
و السُّحُبِ الدَّاكنة، في نَهارٍ سَيَعبُر يَغشِّي الأعيُن،
بينَ استِجدَاءِ اليَد، والبَسطِ عَلى بُعدِ قَدمٍ واحِدة
و هذا الصُّراخ
وما يَخافُ في الظَّلامِ، وفي زَوايا مُعتَّمة،
و المئذنَةِ الصَّادِحة
هُنا، في مَدينةٍ بَحرِيَّة، دُونَ سَبَب،
تَملَؤها الأخطاء.
لَيسَ غَير الشَّبَح، لِدَمعَتَيْن
شَاردتَيْن، شَاردتَيْن
فَرقٌ، قُلتُ هائل، هائل
بين المدفَعِ المُدوِّي و قُربِ قَطَراتِ النَّدَى،
تحتَ شَمسِ النَّهار، وأفضلِ الأحوالِ للقَرضِ الفَقِير،
و قُلوبِ بَشرٍ تائهَة
بين التَّهَيؤات، المُتمَوِّجة.
والنَّدَم والأسى.
أحاوِلُ التَّوازُن، و بلا صَخَبٍ، ودُون أيّ شيءٍ آخَر
أحاوِلُ عدمَ تَلمُّسِ الحَبل،
أن أتفادَى آلَةً
أحاولُ إيقادَ الشُّموع، وتذوُّقَ حامِلةِ المَلائكَة،
بين الحُزنِ بِلا راحَة
و الأذِيَّة .
السُّحُبُ ثانيَة
يا إلهي!
خَارجَ مَجالِ الرؤيَة، أتعثَّر، أتعثَّر
و شيءٌ آخَر
ما عُدتُ أسمَعُه
إذْ لمْ يَعُد يَعبُرُ، لمْ يَعد يَعبُر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock