رؤي ومقالات

مريم نعمي تكتب :”ترامب” من حربه الدّموية إلى حربه الإقتصاديّة!!

أشارت التّقارير السّابقة الصّادرة عن صحيفة “واشنطن بوست” عن أنّ الولايات المتّحدة ليست في حالة ركود لكن قد تتّجه إلى قريباً وأنّ الوضع الإقتصادي في أميركا أصبح هشاً، يحاول “ترامب” أن يعالج أزمات أميركا الإقتصاديّة بفتح أبواب كانت مغلقة بدل أن يحلّ أزمة أميركا هو يقودها إلى الهاوية معتبراً أنّه سوف يجلب الإزدهار المالي لأميركا بعد فوزه في الإنتخابات.
بدأ “ترامب” حربه الإقتصاديّة حيث رفع نسبة الرّسوم الجمركيّة ووصلت إلى ٢٥ ٪ ، الأمر الّذي أزعج حلفائه قبل خصومه حيث حذّر رئيس الوزراء البريطاني “كير سنارمر” من أنّ فرض رسوم جمركيّة على الصّادرات قد يؤدّي إلى عواقب إقتصادية عالميّة عميقة قائلاً : لا رابح في حرب تجاريّة بدورها المفوّضيّة الأوروبيّة اقترحت فرض رسوم جمركيّة بنسبة ٢٥٪ على مجموعة من الواردات الأميركيّة ردّاً على رسوم “ترامب”.
هل تشتعل الحرب التّجاريّة وتؤدّي إلى أزمات عالميّة جديدة؟الرّكود
لقد أعطى “ترامب” الضّوء الأخضر للعدو الإسرائيلي لتعاود حروبها الشّرسة.
العدو يقاتل الآن على ثلاثة جبهات سوريا ، غزّة و لبنان! وبدورها الولايات المتّحدة وبريطانيا متكفّلة بقتال الجّبهة اليمنيّة ، حيث شكّل الحوثيّين تهديد حقيقي وخطير من خلال محاصرة السّفن البحريّة التّجاريّة والعسكريّة!
سقطت الهدنة في قطاع غزّة ونكث الإتّفاق بين حماس والعدو الإسرائيلي ، يعود القطاع مجدّداً إلى معاناته.
لم يبقى شيء لم يختبره أهل غزّة من إستهداف المستشفيات وقتل الأطبّاء وإحراق الصّحافيّين حتّى أنّ الوضع الصّحي في غزّة كارثي بعد فرض الحصار على القطاع وإغلاق المعابر ، حتّى جميع الخيام الّتي كانت تقدّم الطّعام خرجت معظمها عن الخدمة و”نتنياهو” يقول بدأنا بتقسيم غزّة!
كثرت الأحاديث في الوسط الإعلامي وفي إسرائيل عن أنّ أميركا تستعدّ إلى توجيه ضربة قويّة عبر ضرب منشآت إيران النّوويّة إذا فشلت الدّبلوماسيّة ، ويعتقد الإسرائيلي أنّ توجيه الضّربة قبل التّفاوض يجبر الإيراني على سلوك خيار الدّبلوماسيّة ، وتشير بعض المصادر عن أنّ الضّربة باتت قريبة جدّاً في الوقت الّذي يسعى فيه ترامب إلى السّلام مع إيران ، ووجّه رسالة إلى المرشد الأعلى طالباً منه التّعاون من أجل السّلام في المنطقة..
يعتقد البعض أنّها مجرّد تهويل وحرب نفسيّة إعلاميّة حتّى تجبر إيران بالقبول بالتّفاوض ، ويستبعد الآخرون أنّ أميركا لن تجرؤ على هذه الخطوة لأنّه يعلم أنّ حربه على إيران مكلفة خاصّة مع وجود قواعده في الخليج الّتى سوف تكون تحت مرمى نيران الصّواريخ الإيرانيّة.
يبقى السّؤال هل تقبل إيران التّفاوض مع أميركا؟
يشار إلى أنّ التّفاوض مع الأميركي غير وارد ، رغم أنّ إيران لا تريد الحرب لكنّها حاضرة إذا فرضت عليها وأنّها إذا قبلت بالتّفاوض معها سوف يكون لمصلحة المحور من أجل ترميمه بعد الضّربات الّتي تلقاها مؤخّراً..
يحاول الإسرائيلي أن يفرض على لبنان معادلته العسكريّة وأميركا معادلتها السّياسيّة!
يحاول العدو الإسرائيلي أن يضغط على لبنان للقبول بشروطه السّياسيّة من أجل إنسحابه من المواقع الخمسة المحتلّة جنوباً ، حيث كثرت الأحاديث عن نيّة الإسرائيلي في جعل لبنان يقبل بالتّطبيع ونزع سلاحه عبر تجاوزها جميع الخطوط الحمراء واستباحتها لبنان دائماً وأخيراً تصعيدها بقصف الضّاحية الجنوبيّة وصيدا ليلاً!.. والرّسالة من البيئة الحاضنة للمقاومة لا سلام مع إسرائيل ولا تسليم للسّلاح من يردع العدو الإسرائيلي ويوقف مطامعه؟؟ إن كان المجتمع الدّولي دائماً في صفّه وبعض الشّركاء في الدّاخل اللّبناني دائماً جاهزين للدّفاع عنها وتبرير وحشيّتها وهمجيّتها ، حيث صرّحت المحاميّة “جويل بو عبّود” عضو في المكتب السّياسي الكتائبي من أنّ إسرائيل تخرق وقف إطلاق النّار بشكل إيجابي وحزب الله يخرق بطريقة سلبيّة عن امتناعه عن تسليم السلاح ويكثر الحديث تسليم السّلاح ، والقوّات اللّبنانيّة لم تفوّت يوماً مشاركة حزب الكتائب في مواقفها ، حيث كان هناك تصريح من “حاصباني” أنّه يجب أن يبادر الحزب بتسليم سلاحه طوعاً إلى الجيش اللّبناني ولم يتوقّف الأمر عند هذا الحدّ!.. البعض منهم قام بتهديد اللّبنانيّين إلى أنّه إن لم يتمّ تسليم السّلاح الإسرائيلي سوف ينزعه جنوباً!! والجّماعات المتطرّفة غرباً.
تزامنت هذه التّصريحات مع العديد من التّهويل قبل زيارة المبعوثة الأميركيّة “أورتاغوس” حيث أشتعلت جميع المحطّات والمواقع الإلكترونيّة بأنّ المبعوثة تحمل رسالة تهديد واضحة إمّا وضع جدول زمني لتسليم السّلاح إمّا عودة الحرب مجدّداً حيث أفادت المصادر أنّ “أورتاغوس” خلال لقائها الرّئيس “برّي” لم تطرح التّطبيع أو نزع السّلاح ، أمّا في إجتماعاتها مع الآخرين كان هناك حديث عن حصريّة السّلاح في يدّ الدّولة اللّبنانية ، الأمر اللّافت الّذي اعتبره البعض حرب نفسيّة يقودها حزب الله على عدوّه الإسرائيلي وخصومه هو صمته إزاء ما يجري من خروقات إسرائيليّة وجملة واحدة نقف خلف الدّولة!!..
ويبقى السّؤال : هل سيبقى الحزب واقفاً خلف الدّولة؟
حيث يعتقد أنّ الحزب ما زالت لديه أوراق قوّة لن يكشفها إلّا إذا تطلّب الميدان ذلك!!
هل الدّولة اللّبنانيّة قادرة في المستقبل على ردع الإسرائيلي وإعادة الأسرى وإعمار الجنوب وجعل العدو ينسحب من المواقع دبلومسيّاً؟؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى