فراج إسماعيل يكتب :لا يقل جنون ترامب عن جنون هتلر

قرار ترامب برفع الرسوم الجمركية على الصين 104% ابتداء من الأربعاء، لتصل إلى 125% مع رسوم أخرى سابقة.. لا يمكن تفسيره إلا داخل دائرة الجنون.
ستتجه الشركات الأمريكية إلى دول بديلة مثل فيتنام والمكسيك، لكن ذلك لن يعوض السلع الصينية الرخيصة، وسيرفع الأسعار على المستهلك الأمريكي الذي اندفع أمس لشراء أجهزة الموبايل الذكية والكمبيوتر احترازا لارتفاع كبير في أسعارها.
لا يقل جنون ترامب عن جنون هتلر. التوحش النازي نفسه الذي انتهى بهتلر إلى الانتحار.
كانت الصين ثاني أكبر مصدر للواردات الأمريكية العام الماضي، حيث شحنت إليها بضائع بقيمة 439 مليار دولار، بينما صدّرت الولايات المتحدة بضائع بقيمة 144 مليار دولار إلى الصين.
وتُهدد الرسوم الجمركية المتبادلة بإلحاق الضرر بالصناعات المحلية، ومن المتوقع أن تُسفر عن تسريحات عمال.
العبء الأكبر سيقع على أمريكا. ترامب يمتطي حصانا خاسرا فات زمانه لعودة التصنيع إلى الولايات المتحدة.. الأيدي العاملة في حالة توفرها لا تقارن بمثيلتها في الصين، أضف إلى ذلك المهارة وحجم الانتاج الذي يتفوق فيه الصينيون والدعم الكبير الذي تقدمه الدولة للمصنعين فيساهم في خفض التكلفة، والتخفيض المستمر لقيمة العملة المحلية (اليوان) مثلما حدث أمس، وهو أكبر تخفيض منذ عام 2023.
تحليلات الشبكات التليفزيونية الأمريكية متشائمة للغاية. فحتى الأحذية التي تستوردها الولايات المتحدة من الصناعات الأسيوية سترتفع أسعارها، ولن يكون تعويضها بالأمر اليسير.
إذا كانت الأحذية لن تكون في متناول الأمريكيين إلا بأسعار عالية فما البال بسلع أخرى مثل الألعاب، ومعدات الاتصال كالهواتف الذكية، وأجهزة الكمبيوتر، ومجموعة واسعة من الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية الأخرى. فمن المرجح أن ترتفع أسعار هذه السلع بشكل كبير قريبًا على المستهلكين الأمريكيين.
أمس الثلاثاء قالت المتحدثة الحسناء باسم البيت الأبيض إن ترامب يتمتع بإرادة فولاذية ولن يتراجع أو ينكسر.
مجانين الحروب لا يتراجعون ولكنهم ينتحرون.