قراءة نقدية من إنجاز د.مرشدة جاويش

#مقاربة #للشكلية #النصية
في متجر اللغة التناغمية والنظام الفكري للصورة الشعرية في نص الأديب العراقي القدير رجب الشيخ
#النص :
عنُدَ أَقْرَبُ نُقْطَةٍ فِي دُرُوبِ اليَأْسِ _
يَرْتَمِي الجُرْحُ
فِي سَبْرِ أَغْوَارِ النَّفْسِ.
وَيَرْتَجِي الحُلْمَ مَسَافَاتُ
رِحْلَةٍ فِي حَضْرَةِ الغِيَابِ,
أَوْ رُبَّمَا يَنْدَلِقُ صَوْتٌ يُلَامِسُ ثنايا الكَأْس…
كنديم يَفْضَحُ سُرَّةُ
فِي أُخُرِ وَصِيَّةٍ كَتَبَهَا فِي مَجَرَّاتِ آلِكُون مَجَرَّةٍ مَجَرَّة…
ولا بأس
أن يَلْهَثُ وَرَاءَ وَهُمْ
فِي يباب المَعْنَى
#مذكرات #شاهد #على #موته
#Rajab Alsheikh
#التمهيد #والفكرة #العامة :
العنوان هو النواة التي خاط الناص نسيجه الأدبي عليها
وهو الفكرة الجامعة والشاملة للنص
في رحلة بحث عن يقين ذاتي مفعم بالإنهيار
فمن العبثية التقاء الذات في الزمن الفوضى
الذي تاه بين بتلات الضياع والحنين
فمن العنونة والمتن نرى محبرة في اللامنظور بين اليأس
// عند أقراب نقطة في دروب اليأس//
غاية الحتمية فيه والضياع الذي يؤكده حس المعنى
//أن يلهث وراء وهم
في يباب المعنى //
بلغة مكثفة وتصويرية مشهدية ضبابية وراء الغياب إنه عالم يغتصب الأحلام ويغتصب عين الحقيقة في هذا الشرود الحسي الذي يترامى على كاهل الناص فكان التلازم الشعوري مواكب للفنية الشعرية التي أنتجت زخم الصور المتتالية لإبراز الوجع الكلي للأنا وحصارها
مبدع استشعر هجرته بآثار وقع خطواته على دروب الأمل إنه يفرّ منه إليه
بحروف تلامس مشاعرنا وتسافر بخيالنا
ولغة تحلق بنا لنرسو على شاطيء اليقين
#التوصيف #النصي :
من خلال النص حيث قيمة الاسناد // مجرات الكون مجرة مجرة // فهذه الإضافة تفسح للتأويل مجالاً رحباً حيث دلالة (مجرة)
متسع وجودي يُسقط في الذهنية المعنى المبتغى للكلمة حين يتبعها (ولابأس) ليفرد للخاتمة خلاصة يأسه فيأتي المجرور ليعدل من الدلالة الذهنية إلى أفق آخر حيث اسقاط (المجرة ) في ذهنية المتلقي ليبدي دلالة مالايقال حيث يلعب خيال الملتقي الدور الرئيس
لينتج حالة التجلي لدى الناص
نص مناخ فلسفي المذهب
متعالي على المحددات الفنية الشكلية التي توزع هذا الأثر شعراً مهيب
نصاً اعتصم بحدوده فناً وشكلاً بلغة ماوفق المعجمية برغم قصره
#الفنية #الشكلية :
//يرتمي الجرح //
//يرتجي الحلم//
بيان الجمال في التضاد استعارة وتشبيه مكثف الصور روعة حروف
على بساط جامح بالحنين
بصور لها نظامها الدلالي
//في سبر اغوار النفس
ويرتجي الحلم مسافات
رحلة في حضرة الغياب//
بمتسع الشيفرات والعلامات لتطويع الرغبة في طرق كشف المعنى العام
لهذا النظام الفكري المستفحل
بناتج معرفي للمنهج التجريبي
وعالمية السيمات اللغوية بالنص
وماهية الشعور وتلازمه المعنوي مع الذات الشاعرية
من دلالات العتبة العنوانية الصرفية والدلالية على مستوى البنيتين المؤدلجة والرمزية (حسي سمعي) (ومعنوي)
// أو ربما يندلق صوت
يلامس ثنايا الكأس//
#السياق #النصي :
سياق محايث لايتكئ على مرجعيات خارجية أو حتى مقامية
(أي ماحول النص خارجياً )
لكنه اعتمد على ربط داخلي نفسي حسي مكافئ للحالة الأنوية
//يندلق صوت
يلامس ثنايا الكأس//
// ولابأس أن يلهث وراء وهم//
دوماً في هشيم الوعد تنكسر التوقعات فيذوب الانتظار على أوراق الخيبة
والقهر حصاد الروح ولابد من عناق للخلاص
#الحدثية #الشعرية #الزمكانية :
لها فضاء شعري مواكب للحالة الحراكية الذاتية التوصيفية التي اختصر من خلالها المبدع المكان والزمان ونعى الحكاية بدلالة اعتماده على تكرار
الفعل الحاضروي في إنفاق التجليات الواقعية السايكلوجية
فهو يحمل تصوير رسم للحالة تحمل ذهن المتلقي للدهشة والمتابعة
// ولابأس أن يلهث وراء وهم
في يباب المعنى //
نجد أنه لامسمى للأفق الجغرافي للحالة أو الذاكرة المكانية فالنص عالم متسع الرؤيا متشكل بعموم الذات وحراكية المعنى في حيثيات المنجز الإنساني أو المنجز الأدبي مثّلت التكافؤ الكلي وآليات لها قياساتها في اللاشعورية المعرفية في تدفق الأنا الشاعرة
#التصويرية #العامة:
اعتمدت الصورة على الوصف الشعوري بلا تحديد يرمي حمولة الوجع على الأنا ككل بانعتاق متسربلٌ بالحنين على أعتاب الغياب
// رحلة في حضرة الغياب//
الغياب هنا قدمه الناص بطريقته التي تناسقت مع السياق العام والفكرة التي من خلال ( حضرة الغياب ) واكب الفنية العالية لدى محمود درويش ( في حضرة الغياب )
بتفاني معني له متسع تأويله المتثائب على حبالِ الفكرة
ومن دوّامة المعاني
التي تتشرّبها مسامات الزمن المنسي في ذاكرة مكتنزة
تخلع عينها لتتلمس
أطلالُ الظلال
// أو ربما يندلق صوت
يلامس ثنايا الكأس//
#الختام:
ابداع أشبه مايكون هاجس أو وميض بشعورية تلازم السياق بكل هيئة التوصيف للحالة وتحديداً بعلم الناص الذي يدرك أنه سينتهي بهذه الكيفية كولادة حتمية
مبدع ثر يساهم في إنتاج أدب حقيقي يأخذنا إلى مرافئ الدهشة
كنصه الفلسفي هنا العميق الرؤى
بصور مذهلة الإنزياحات تركت مع الرغبة في التأمل شعوراً عالياً بالفضول والشغف
الإبحار هنا متعة ولا فكاك من عطرها
بكل ما تحمله الكلمة
دام اليراع
مودتي ايها القدير
#انجاز:
مرشدة جاويش