كتاب وشعراء

يافلسطين للشاعرة مجيدة محمدي

يا فلسطين !
/ مجيدة محمدي /
زفرةَ الزيتونِ حين يعصرهُ صمتُ المواويل،
حين يشهقُ الحجرُ في كفِّ طفلٍ
ويرتطمُ بجدارِ الوقت،
فينكسرُ الزمنُ إلى شظايا ليلتقطها
شهيدٌ يبحثُ عن اسمهِ
بين ضوءِ القمرِ ورائحةِ التراب.

يا امرأةً من طينِ المعجزات،
كلّما دُفنتِ، ازددتِ حياة،
وكلّما نزفت خُطاكِ،
أنبتِ في الأرضِ مسافاتٍ جديدة،
واخضوضرتِ في الذاكرةِ كأنكِ وردةٌ
تتفتحُ في ظلالِ القهرِ
ولا تذبلُ أبدًا.

كم أغمضوا عينيكِ ليُطفئوا ضوءكِ،
وكم صلبوكِ على خارطةٍ ضائعة،
لكنّكِ كنتِ ترسمينَ ملامحكِ
على وجوهِ العائدين،
تزرعينَ مواعيدكِ
في جيوبِ الريحِ،
وتخيطينَ من أنفاسِ اللاجئينَ
رايةً لا تسقطُ أبدًا.

يا فلسطين،
يا جناحَ الطيرِ حين يجرحُهُ الأفق،
يا ظلَّ العاشقينَ حين يطولُ بهم الطريق،
يا غبارَ المدنِ المعلقةِ بين السماءِ والنار،
يا وردةً من شجنِ الغياب،
كلّما حاولوا اقتلاعكِ،
كان الندى يُعيدُ تشكيلكِ
على هيئةِ قصيدةٍ
لا تنتهي…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى